وكشفت تلك الوثائق أن رئيسة الوزراء الراحلة، مارغريت تاتشر، كانت تستعد لإنزال وحدات من القوات الخاصة إلى الكويت، ولكن ليس لإنقاذ بعثتها الدبلوماسية، بل لمدهم بالمؤن والطعام اللازم لبقائهم في السفارة البريطانية المحاصرة.
وبدأت القصة بعد غزو العراق للكويت في أغسطس/آب 1990، حيث منح صدام حسين السفارة البريطانية وكافة السفارات الأجنبية في الكويت مهلة 3 أسابيع لنقل كافة عملياتهم إلى العاصمة العراقية بغداد.
Thatcher considered SAS-style raid in Kuwait to get food to diplomats https://t.co/JhKSeHudDX
— The Guardian (@guardian) July 20, 2017
ولكن دبلوماسيي بريطانيا وكافة السفارات الأخرى رفضوا الامتثال لتلك المهلة، وهو ما دفع صدام حسين لمحاصرة تلك السفارات ومنع المؤن والإمدادات عنها لإجبارها، إما على الرحيل أو نقل أنشطتها إلى بغداد.
وبدأت فعليا كافة المؤن من مياه وغذاء ووقود من النفاد من سفارة بريطانيا في الكويت، في الفترة التي سبقت حرب الخليج في سبتمبر/أيلول 1990.
ورغم التحصينات الكبيرة التي كانت تحظى بها السفارة، من جدران عالية تتراوح ما بين 3 إلى 4 أمتار، وتعلوها أسلاك شائكة، إلا أن بريطانيا كانت تخشى من رد فعل القوات العراقية.
وقال كرادوك حينها لرئيسة الوزراء "هناك مراقبة مشددة على السفارة خارجها من قوات المشاة العراقية، ولدى البعثة الدبلوماسية إمدادات تكفيهم لنحو 50 يوما حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، ومع ذلك فهم بحاجة ماسة إلى إمدادات إضافية من ماء وغذاء ووقود".
وأضاف "لقد بحثنا إمكانية استخدام القوات الخاصة في عملية عسكرية، لكن الرأي العسكري كان أن المخاطر المتعلقة بتلك العملية ستكون أكبر بكثير من فوائدها، فقد كانت الألغام على الشواطئ، والعراق كان يمتلك قوات دفاع جوي بصورة مكثفة في الكويت، تقوم زوارق عراقية بدوريات بحرية، ولم يكن لدينا أي غواصة دعم بالقرب من الكويت، وكانت مسألة إقدام مدمرة أو فرقاطة على الاقتراب من السواحل الكويتية تشكل خطرا كبيرا".
كما أشار إلى أن مسألة الإسقاط المظلي لأفراد القوات الخاصة، كانت ستكون غير عملية، لأنها ينبغي أن تتم عن طريق طائرة هيلكوبتر، وكان من غير المرجح أن تخرج من الأجواء الكويتية إذا ما أقدمت على تلك الخطوة، وكانت ستسبب في فضح العملية كلها وتهديد الدبلوماسيين الأربعة الموجودين بالسفارة، ما قد يسفر عن عملية انتقام قاتلة ضدهم.
Today marks the 26th anniversary of the Iraqi invasion of Kuwait, which took place on August 2, 1990. pic.twitter.com/BVIJGdU5mK
— Baydar ALMazyad (@BUDDZ31) August 2, 2016
الحل
وأشارت الوثائق والمستندات إلى أن فكرة أخرى تم طرحها على تاتشر، ألا وهي مطالبة المقاومة الكويتية بإسقاط كميات صغيرة من الإمدادات وراء الجدران ليلا.
ولكن أوضح أنه بسبب الحراسة المكثفة على السفارات، بات هذا الأمر صعبا وخطيرا جدا.
ولم يكن البريطانيون فحسب هم من يواجهون تلك الأزمة، بل الدبلوماسيين الأمريكيين والألمان والفرنسيين أيضا، ثم نشرت "داونينغ ستريت" برقية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1990، أكدت فيها: رجلنا في الكويت، يؤكد أن لديه هوت دوغ قليل جدا في مطبخه، وأنهم يعانون من نقص حاد في الموارد.
وتابعت نشر الرسالة، قائلة "لدى البعثة الدبلوماسية إمكانية تناول وجبة واحدة فقط يوميا، من الأرز والمعكرونة بالتناوب، ولا نمتلك حاليا إلا علب التونة ومعجون الطماطم، التي تم أخذها من بعض العمال، ولم يعودوا قادرين على صناعة الخبز بسبب نفاد الدقيق".
واستمر حصار السفارة البريطانية حتى 16 ديسمبر/كانون الأول، قبل أن تنقل أنشطتها إلى بغداد، تمهيدا لبداية عملية "عاصفة الصحراء" التي انطلقت في يناير/كانون الثاني، لإجبار العراقيين على الخروج من الكويت.