بيروت — سبوتنيك. ويستهدف "حزب الله" بالمدفعية والقذائف الصاروخية مواقع مسلحي "جبهة النصرة" في الجانب الجنوبي من جبهة عرسال، فيما يواصل مقاتلوه التقدّم تكتيكياً في المواقع التي يسيطر عليها هذا التنظيم في المنطقة الجردية الوعرة.
ويبدو أن "حزب الله"، ولضرورات عملانية، اختار أن يستهل ما أسماه "معركة تطهير جرود عرسال من الإرهابيين" باستهداف "جبهة النصرة" أولاً، قبل أن يتنقل شمالاً باتجاه قتال المجموعات التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، التي تتمركز في الشطر الشمالي الشرقي من جرود عرسال، باتجاه جرود رأس بعلبك والقاع المجاورتين.
وقالت مصادر ميدانية متقاطعة لـ"سبوتنيك" إنه بحلول ليل اليوم، يفترض أن تكون المرحلة الأولى من العمليات في جرود عرسال قد انتهت بتحقيق جميع أهدافها.
وتحدث الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" عن سيطرة مقاتليه على على وادي دقيق ووادي زعرور جنوب شرق عرسال، ومواقع "رعد 1" و"رعد 2"، و"رعد 3"، وتفتناز في جبل الانزح، وعلى مرتفع الكرة ومرتفع ضليل الحاج ومرتفع حرف الصعبة في جرود فليطة.
ولكن قناة "ام تي في" نقلت عن مصادر قولها إن أمير "جبهة النصرة" في عرسال أبو مالك التلي أكد "استمرار القتال حتى آخر نقطة دم، والصمود حتى آخر مقاتل ونفس"
وقال مصدر مطلع على سير العمليات العسكرية لـ"سبوتنيك" أن ما انجزه "حزب الله" خلال اليوم الأول من معركة جرود عرسال عزز موقعه في المعركة، بشكل ملموس، لا سيما بعد سيطرته على التلال الاستراتيجية التي يصل ارتفاعها إلى 2500 متر.
ويشير المصدر إلى أن سرعة التقدم الذي حققه "حزب الله" في اليوم الأول من المعارك كبير جداً إذا ما تم قياسه بالطبيعة الجغرافية الصعبة، في تلك المناطق الوعرة، والتحصينات التي أقامتها المجموعات المسلحة هناك، موضحاً أن السيطرة على مناطق وادي الدب ووادي الخيط، يعني أن أهداف المعركة قد تحققت بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المئة.
ولم تتضح طبيعة الخسائر البشرية حتى الآن، لكن مصادر المسلحين نشرت عبر حساباتها الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تفيد إلى مقتل نحو 17 مسلحاً في جرود عرسال، بينهم قيادي عسكري بارز، في حين ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن خسائر "حزب الله" تراوحت بين قتيلين وستة قتلى. ولم يتسنّ التأكد من هذه الأعداد، سواء من قبل "حزب الله" أو من جانب أية جهة مستقلة.
ووفقاً للتقديرات فإن معركة جرود عرسال لا يمكن أن تنتهي إلا بسيناريو من اثنين: إما استمرار القتال إلى حين القضاء على الإرهابيين أو استسلامهم، وإما دخول وساطات محلية، أو ربما إقليمية، للتوصل إلى تسوية تقضي بانسحابهم إلى الداخل السوري، وتحديداً إلى محافظة ادلب.
وفي جانب آخر، فإن الجيش اللبناني اتخذ تدابير مشددة لمنع أي تسلل من جانب الإرهابيين سواء إلى بلدة عرسال، أو إلى الداخل اللبناني.