وفي هذا السياق اعتبر النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة "حزب الله"، وليد سكرية، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن المعلومات الأولية تشير إلى وجود تقدم للمقاومة والجيش السوري على أكثر من اتجاه، مؤكداً أن حسم معركة جرود عرسال هو مفتاح لعودة النازحين السوريين إلى قراهم.
وكان نص الحوار التالي مع النائب سكرية:
سبوتنيك: انطلقت المعركة العسكرية لتحرير جرود عرسال من "جبهة النصرة" و"داعش" الإرهابيين، ما هي المعلومات المتوفرة لديكم من الميدان؟
المعلومات الأولية تشير إلى أن هنالك تقدم للمقاومة والجيش السوري على أكثر من اتجاه، من جهة فليطة أو من اتجاه جنوب شرق عرسال باتجاه مواقع "النصرة"، وهناك معلومات عن قتلى وجرحى في صفوفهم.
سبوتنيك: برأيكم هل هذه المعركة ستغير من واقع المشهد الأمني بشكل جذري بحيث ينتفي أي خطر إرهابي على لبنان؟
كمسلحين، سيقتلعون عن الأرض اللبنانية، وهذه مفتاح لعودة النازحين السوريين إلى قراهم وتكون بداية لعودة النازحين من جرود عرسال، بعدها يفتح المجال لنازحين من مناطق أخرى متفرقة في لبنان للعودة إلى أرضهم.
ولكن الخطر الأمني من عمل تخريبي أو انتحاري، هذا موجود في لبنان وفي كل العالم، العين ستبقى مفتوحة لأن من ينتمي لهذا الفكر التكفيري الإرهابي يكون على شكل خلايا نائمة وقد يظهر في فترات مختلفة.
سبوتنيك: هل تتوقعون حسم المعركة سريعا؟
المعركة لها شقين، شق مع "جبهة النصرة" وشق مع "داعش"، النصرة كان معها مفاوضات لتنسحب من المنطقة، والمسلحون يذهبون إلى إدلب أو تركيا، والعائلات تعود إلى قراها، وكان هناك شروط عالية جدا لمسؤول "النصرة" لم تتم الموافقة عليها، لذلك بدأت المعركة، وأعتقد أنه إذا خفف من سقف أحلامه وقبل بتسوية ما قد تتوقف المعركة ويتم ترتيب عملية الانسحاب سلما للتخفيف من الخسائر والضحايا والمعارك.
أما بالنسبة لـ"داعش"، التسوية معها صعبة جدا بل شبه مستحيلة، لأنه لا أحد يرضى باستضافتها على أرضه ولابد من إقتلاعها، إما يفرون إلى البوادي السوري أو عليهم القتال حتى آخر إرهابي منهم كما حصل في الموصل.
سبوتنيك: ما هو دور الجيش اللبناني في هذه المعركة؟
حتى الآن الجيش اللبناني يحمي عرسال والمخيمات المدنية، ويحمي القرى المجاورة كي لا يحصل أي هجوم من "داعش" أو "النصرة" على هذه القرى للإستيلاء عليها وأخذها كرهينة مثلاً أو التحصن بين المدنيين، الجيش يمنع ذلك، ويبقي المسلحين معزولين في الجبال الجردية.
سبوتنيك: هل تتخوفون من أي رد فعل دولي لناحية أن حزب الله هو من يدير دفة هذه المعركة؟
أعتقد أن "داعش" و"النصرة" لا أحد يدافع عنهم، وهناك قرار صادر من مجلس الأمن على أنهم منظمات إرهابية، لا أحد قادر بعد أن يستثمر في هذا الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية على الساحة السورية، لا دولياً ولا إقليمياً، أستغلوا بمرحلة واستثمر بهم للنيل من الدولة السورية أو العراقية أو النيل من مكانة روسيا في المنطقة ولكن الآن هذه الورقة سقطت، ولا أحد يستطيع القول أنه سيحميهم.
سبوتنيك: هل تحظى هذه المعركة بمباركة الحكومة اللبنانية وكافة الأفرقاء السياسيين؟
لا أحد يستطيع رفض المعركة، وسابقا كان هناك البعض يرفض النيل من هؤلاء المسلحين ويطلق عليهم تسمية "ثوار"، وكان يأمل بإسقاط النظام والدولة السورية، هذا الأمر انتهى، وأصبحوا مجرد تهديد للأمن اللبناني لا أكثر ولا أقل، ولا يوجد أي فريق يستطيع أن يقول إنه إلى جانبهم ضد الجيش اللبناني أو الدولة اللبنانية.
سبوتنيك: هل سيكون لهذه المعركة في حال حسمت أي نتائج على الداخل اللبناني؟
أعتقد أنها ستزيد من ثبات أمن واستقرار أمن الداخل اللبناني وستكون مفتاح لحل مشكلة النازحين ولبحث هذا الموضوع والبدء بخطوات تدريجية نحو إعادتهم إلى أماكنهم وقراهم.
أجرى الحوار: زهراء الأمير