موقف الجيش الإسرائيلي من الهدنة في جنوب سوريا يتبع الموقف السياسي للحكومة الإسرائيلية، وأكثر ما يعني الجيش الإسرائيلي في تلك المنطقة هو عدم اقتراب إيران منها، وعدم تعزيز إيران قوتها على الحدود مع إسرائيل، نحن نرفض أي وجود إيراني على الحدود مع إسرائيل وسنتعامل مع هذا الموضوع وفقا للقرارات التي تتخذها القيادة السياسية.
كيف يتابع الجيش الإسرائيلي الأحداث الدائرة في سوريا؟
سياستنا بكل ما يتعلق بالحرب الدائرة في سوريا تعتمد على بندين أو عنصرين مهمين، الأول عدم التدخل وهذه سياسية اتخذناها منذ اندلاع الحرب داخل سوريا، لا ندعم أي طرف لا نقف إلى جانب أي طرف ولا نتدخل في الحرب الدائرة في سوريا، نتدخل فقط عندما يكون هناك خرق للخطوط الحمراء التي تضعها إسرائيل بكل ما يتعلق بأمنها، محاولة نقل أسلحة ووسائل قتالية متطورة إلى منظمة حزب الله الإرهابية، تعطى لنا التعليمات للتحرك بهذه الأوقات ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أيزنكوت تحدث عن الموضوع أكثر من مرة، وقال إن إسرائيل لها الحرية أن تتحرك لحماية مصالحها الأمنية العليا.
البند الثاني فيما يتعلق بسوريا، وهو ما كشفنا عنه قبل ذلك هو "حسن الجوار" وهي فكرة لتقديم المساعدات المعيشية والإنسانية لسكان منظقة هضبة الجولان السوريين، هم يعانون من الحرب، نحن موجودون عدة كيلومترات معدودة منهم، نراهم يتعرضون لظروف معيشية مآساوية، لذلك من منطلق الضمير الأخلاقي الإنساني اليهودي نتحرك لمساندتهم فقط على الجانب المدني لكل ما يتعلق بتقديم العلاج الطبي حيث لا توجد مستفشات لذلك نستقبل الجرحى والأطفال على وجه الخصوص لتقديم العلاج الطبي ونمد يد العون بكل ما يتعلق بالوقود للتدفئة وبأمور تعليمية وأغذية وأدوية إلى آخره، لذلك عندما تحدثنا مع سوريين يتلقون العلاج في إسرائيل، يقولون نحن تعلمنا أن إسرائيل هي أكبر عدو لدود لسوريا، لكن اتضح لنا أن الصورة مختلقة ومعاكسة تماما، فإن إسرائيل أول من قدم هذه المساعدات الإنسانية للسكان السوريين.
ما هي سياسية الجيش الإسرائيلي تجاه أي خرق لسيادته على الحدود مع سوريا؟
بالنسبة إلى القذائف التي تسقط في الأراضي الإسرائيلية في هضبة الجولان، لقد قلنا أكثر من مرة إن كلمة السر هي "كلمة سيادة"، عندما تخرق السيادة الإسرائيلية فنحن نستهدف مصدر خرق السيادة الإسرائيلية وهذه الطريقة التي تحركنا بها أكثر من مرة، وفي المرات الأخيرة على وجه الخصوص مدافع الهاون أو مدافع الدبابات التي استخدمت في القتال لكن كانت مصدرا لسقوط القذائف على الأراضي الإسرائيلية وخرق السيادة الإسرائيلية قد تم استهدافها، وأنا سمعت شائعات وأخبار أكثر من مرة أن اسرائيل تساند طرفا على حساب طرف آخر، فنحن نرفض ذلك ونقول بشكل واضح إن إسرائيل ليست طرفاً في الحرب الدائرة داخل سوريا ولا نتدخل فيها، ولكن في نهاية المطاف من يخرق السيادة الإسرائيلية، فنحن نرد بطريقة أو بأخرى ولا نريد أي مواجهة أو أي تصعيد.
ما تقييمك للأوضاع الأمنية على الحدود مع قطاع غـزة؟
بالنسبة إلى قطاع غزة فنحن نعيش الآن الذكرى الثالثة لعملية "الجرف الصامد" التي انتهت بهدوء، والحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة تشهد هدوءاً لم تشهده لسنوات طويلة، فترة طويلة من الهدوء، باعتقادنا هي من مصلحة السكان في جانبي الحدود، للسكان في قطاع غزة، وللإسرائيليين الذين يعيشون في منطقة "غلاف غزة " داخل القرى التعاونية على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، هذه القرى تشهد ازدهارا ونموا كبيرا وهذا شيء مهم، لا نريد أي حرب أو أي مواجهة عسكرية بغض النظر عن متابعتنا لما تقوم به حماس، فهي تطور أسلحتها وفي نفس الوقت تتحدث دائما في وسائل إعلامها الدعائية تتحدث دائما عن الحرب، وفي نهاية المطاف على المواطن الغزي هل يريد الحرب.
لكن هل يريد المواطن الغزي مواجهة جديدة مع إسرائيل، هل يريد حربا جديدة، أنا أعتقد أن الجواب واضح للجميع، نحن نتابع ما يجري، أيضاً في هذا المجال عندما يكون خرق للسيادة الإسرائيلية فنحن نتحرك لنوجه رسالة أيضاً بأننا لا نسمح بخرق السيادة الإسرائيلية ولا نتسامح أيضاً مع هذه القضية، نحن نعتبر حركة حماس وهي بصفتها حاكمة في قطاع غزة نحملها المسؤولية لذلك عندما هناك على سبيل المثال خرق للسيادة الإسرائيلية والاعتداء علينا من قبل جماعة أو منظمة إرهابية ليست حماس، نحن نحمل حماس المسؤولية حينها، ونرد باتجاه حماس لأننا نحملها المسؤولية، ونرى بها عنوانا ببسط السيطرة لمنع وإحباط مثل هذه الاعتداءات على إسرائيل.
بالنسبة للمسائل الإنسانية في قطاع غزة، أعتقد أن الصورة واضحة، هذه ليست قضية إسرائيلية فلسطينية، هذه قضية فلسطينية — فلسطينية، هناك خلافات بين حماس وفتح على سبيل المثال، ولكن الأمور واضحة أن اسرائيل تريد أن تعمل الكهرباء في غزة كهرباء 24 ساعة في اليوم، ونتمنى أن يحدث هذا وإسرائيل مستعدة أن تسهل في هذا الموضوع، ولكن يجب أن الصورة واضحة لن ندفع نحن الأموال لتمويل هذا الموضوع بينما حماس تستثمر كل أموالها لبناء قواها العسكرية وحفر الأنفاق وإنتاج الصواريخ، هذا لن يحدث.
لذلك نقول إن على حماس اختيار إما أن تكون حاكمًا ولذلك يجب عليها أن تنظر إلى ما يجب على الحاكم أن ينظر إليه من حل قضايا وهموم الناس، أو أن تنظر إلى الأمور من فتحة النفق، فقط من الجانب العسكري الإرهابي التخريبي، وأنا أعتقد أن سكان غزة يتمنون أن تختار حماس الإختيار الصحيح، ونحن نرى أن هناك الأن اختيار من حماس من عدة جوانب، ونرى الوقود يدخل عبر معبر رفح لتشغيل محطة الكهرباء، وأعتقد أنه من الضرائب التي فرضتها حماس على غزة، ومن الأموال التي تستثمرها على جناحها العسكري بإمكانها أن تحل مشكلة الكهرباء بشكل عام، حركة حماس ليست حركة مدنية سليمة، بل هي حركة إرهابية تنشط ضد إسرائيل بوسائل إرهابية.
كيف تقيم جهوزية الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية لأي مواجهة قادمة؟
بالنسبة إلى الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي نحن وضعنا خطة تسمى "جدعون" وهي خطة خماسية لأداء الجيش، نحن حددنا مهمة الاستعداد والجاهزية في رأس سلم الأولويات، وهناك تدريبات لكل الأطر العسكرية، ونحن لا نريد أي تصعيد على كل الجبهات بأي شكل من الأشكال، لكن الجاهزية واضحة وعلى أتم استعداد، ورئيس هيئة الأركان الجنرال غابي أيزنكوت قال:
عندما نكون جاهزين نبعد بذلك الحرب.
نحن نؤمن بذلك، ودائماً نعمل على رفع حالة الجاهزية والاستعداد ونتدرب، ونحن في الجيش الإسرائيلي نتعامل بشكل واضح ونكون مستعدين دائماً لنكون بحالة جاهزية تامة على جميع الجبهات، وبتقييمنا وتقدرينا هذا واضح تماما وصورة التدريبات والموقف في يومنا هذا مختلفة تماما بالنسبة للسنوات الماضية وهي جاهزية كبيرة جدا جداً.
هل الأوضاع في الضفة الغربية متجهة إلى مزيد من التصعيد، كيف تقيمون الوضع فيها؟
بالنسبة إلى الضفة الغربية فإن الأوضاع هي هادئة نسبياً، هناك تحدي لهذا الهدوء عندما يكون هناك اعتداءات من يوم لآخر، كان آخرها العملية التي وقعت في القدس في المسجد الأقصى الأسبوع الماضي، وهناك عدة عوامل، العطلة الصيفية من ناحية، وتحريض واضح خاصة فيما يتعلق في الحرم القدسي الشريف في الأيام الأخيرة، وهناك عدة عوامل تساند هذه القضية وتشجع هذه الاعتداءات، وهناك دوافع شخصية من قبل بعض المخربين الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات ضد الإسرائيليين.
نحن من جانبنا سياستنا هي المحافظة على الأمن، والأمن يتحقق من خلال نشاطات ليلا نهارا لقوات جيش الدفاع في مختلف المناطق والقبض على الأسلحة، وهناك عدة حملات ضد التحريض والأسلحة وورش الحدادة، اليوم قبضنا على مخرطتين وقبل يومين أغلقنا مخرطة، اكتشفنا مئات قطع الأسلحة منذ مطلع العام، هناك إحباط شامل لهذه النشاطات، ونقوم بالتحرك ضد الدوائر التي تحيط بالمخرب من يدعمه ومن يسانده ومن يدفع لعائلته الأموال ومن يشجعه، كل هذه الدوائر نتحرك ضدها.
وكما قلت إن هناك معركة ضد الأموال الإرهابية التي تدفعها حماس ومنظمات إرهابية أخرى لعائلات المخربين، ولتشجيع العمليات الإرهابية نحن أيضاً نضبطها ونتحرك ضدها، أيضا في الضفة الغربية نعتقد أن الهدوء يخدم الجميع وهناك رغبة بالعيش الكريم والحياة الطيبة بكل ما يتعلق بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أجرى الحوار: وسام السلمي