سبوتنيك: بداية…ما الذي دفع إسرائيل للتراجع عن إجراءاتها بالمسجد الأقصى؟
الإجراءات الإسرائيلية هي اعتداء على الأقصى، ولذا فإن المعتدي ملزم ومجبرعلى رفع اعتدائه، وأن "الهبًة" الشعبية التي لم نكن نحن ولا الاحتلال يتوقعها بتلك القوة والصلابة والحب للأقصى والرافضة للاحتلال وإجراءاته، هي من أجبر الإسرائيليين على التراجع عن تلك الاعتداءات.
سبوتنيك: بتلك الخطوة الإسرائيلية يمكننا القول إن المشكلة انتهت وستعودون للأقصى؟
قال الإسرائيليون إنهم فككوا البوابات وأزالو الكاميرات، ونحن بدورنا لا نثق فيما يقولون، فقد جربناهم كثيراً، لذلك قمنا بتكليف لجنة فنية تابعة للمسجد تضم مهندسين وفنيين وكهربائيين، للقيام بجولة تفقدية على جميع أبواب المسجد الأقصى الخارجية، وإعداد تقرير يسلم للمرجعيات الدينية، وعلى ضوء هذا التقرير سنقرر…هل ندخل الأقصى أم لا، فإن كان ما إدعاه الإسرائيليون صحيح، فسنعلن للمقدسيين ولأهل فلسطين بأن الأبواب مشرعة ولندخل جميعاً.
سبوتنيك: وما هو الإجراء في حال اكتشفتم عدم صدق ما أعلنته إسرائيل؟
إذا خلصت اللجنة التي تم تشكيلها إلى كذب التصريحات الإسرائيلية، وأنه لم يتم تفكيك البوابات وإزالة الكاميرات، وأن هناك خداع وتمويه يجري من جانب إسرائيل، فإننا لن ندخل إلى المسجد حتى يتم إزالة تلك الأشياء.
التحركات الشعبية لنجدة الأقصى فاقت كل التوقعات سواء من جانبنا أو من جانب إسرائيل، فلم نتخيل هذا الكم من التجاوب وبتلك السرعة، وسوف تستمر تلك الحشود الجماهيرية إلى أن يتراجع الاحتلال عن سياسته تجاه الأقصى، ووجهت المرجعيات الدينية بالأقصى "رئيس مجلس الأوقاف الإسلاميةـ رئيس الهيئة الإسلامية العلياـ مفتي القدس والديار الإسلاميةـ القائم بأعمال قاضي القضاة"، نداء اليوم إلى أهل القدس وفلسطين، أكدت خلاله على وحدة الشعب وتمسكه بحقوقه، وثمن البيان وقفة الشعب والتفافه حول المسجد الأقصى المبارك، وكلفت المرجعيات مديرية الأوقاف بالقدس بتقديم تقرير أولي عن الحالة داخل وخارج الأقصى والتأكيد على إزالة كل ما تم، وعلى ضوء تقرير اللجنة الفنية السابق الإشارة إليها ستتخذ المرجعيات القرار المناسب، ورفضت المرجعيات الدينية بشكل كامل كافة الإجراءات، التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي بدأ من 14 يوليو/ تموز 2017 وحتى الآن.
وطالبت المرجعيات بضرورة فتح جميع أبواب المسجد الأقصى لجميع المصلين بدون استثناء وبحرية تامة، وسوف يكون هناك بيان ختامي خلال اليومين القادمين.
سبوتنيك: هل تتوقعون عودة الأمور في الأقصي لتاريخ ما قبل 14 يوليو/ تموز2017؟
نأمل في ذلك، بتراجع الاحتلال عن غيه
سبوتنيك: سبق لإسرائيل أن قامت بالعديد من الإجراءات تجاه الأقصى قبل 14 يوليو…ما الجديد بالأمر؟
الزخم الشعبي الحادث اليوم في القدس سيستمر حتى بعد دخولنا للمسجد وإنهاء الإجراءات الإسرائيلية، من أجل تصويب الوضع الموجود في المسجد الأقصى قبل 14 يوليو/ تموز 2017، بما في ذلك موضوع اقتحامات اليهود المتكررة للمسجد الأقصى، فهناك الكثير من السلبيات التي قام بها الاحتلال خلال السنوات العشر الماضية، ولم نكن قادرين على مواجهتها أو معالجتها، لكن الزخم الشعبي الحاصل الآن هو من سيعالجها، وليست المواقف الرسمية الضعيفة.
سبوتنيك: لماذا اختارت إسرائيل هذا التوقيت لفرض تلك الإجراءات على الأقصى؟
الهدف البعيد للاحتلال هو وضع اليد على المسجد الأقصى، وكانوا يقومون خلال السنوات الماضية بأعمال استفزازية لتحقيق مكاسب، ولكن التحرك الشعبي الأخير في القدس وحول المسجد سوف يحطم كل أحلام إسرائيل في الأقصى، نعم حققت إسرائيل مكاسب خلال السنوات الماضية، ولكن الشعب أثبت أنه الأقوى ولن نعتمد على المواقف السياسية والرسمية الرسمية.
سبوتنيك: هل جلستم مع الحكومة الإسرائيلية لتهدئة الأوضاع؟
لم ولن يحدث هذا ولا نفكر فيه، لأن الاحتلال "غدار ومماطل وكاذب ومزور"، ويستعمل الإعلام لتشويه سمعتنا، فلو اجتمعنا معهم سيخرج علينا الإعلام الإسرائيلي ليقول اتفقنا معهم على كذا وكذا في الوقت الذي لم نكن قد اتفقنا معهم على شيء، فنحن لن نلتقي مع الاحتلال.
نحن الآن نركز على الأقصى "كمسجد"، أما موضوع القدس فيبحث وبشكل مستفيض وعلى مستوى أوسع، فبعد تحرير الأقصى سننتقل إلى القدس، وليس لدينا حلول وسط أو حد أدنى، فما لدينا هو حقوق يجب أن ننفذها ولن نتنازل عن حقوقنا الشرعية لا إلى إسرائيل ولا إلى غيرها.
سبوتنيك: وماذا عن عمليات تهويد القدس؟
عملية التهويد هي عملية كبيرة وأكبر من طاقاتنا في الأقصى، والأمر يحتاج إلى جهود كبيرة ووقت كبير.
أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب