وأشار الكاتب إلى أن استعداد روسيا لتقديم المساعدة لقطر أصبح واضحا بعد زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في التاسع من حزيران/ يونيو الماضي. وحينذاك اقترحت السلطات الروسية بدء توريدات المنتجات إلى الدولة الشرق أوسطية.
وبعد مرور شهر، اقترح الجانب القطري التعاون الاقتصادي، وأعلن السفير القطري أن بلاده تحتاج إلى تنويع الاقتصاد. ومن المتوقع أن تلعب موسكو في هذا التنويع دوراً مهماً، وقد تصبح الأخيرة، برأي السفير العطية، ضامنة لعدم عودة قطر إلى الاعتماد على السعودية.
ولفت غاشكوف إلى أن قطر تحصل اليوم على توريدات أساسية من إيران المجاورة. "علما أن صداقة قطر مع جارتها إيران أدت إلى مواجهة مع الدول العربية".
ويرى الكاتب أن موسكو والدوحة قد تقتربان في ضوء تلك الأحداث. وقد يشجع الوضع الصعب لقطر إلى تطوير المشاريع المشتركة في مجال الغاز بين موسكو والدوحة التي لم تتطور لأسباب سياسية من قبل. وتهتم كل من موسكو والدوحة في الحفاظ على أسعار عالية للوقود.
وبين غاشكوف أن آراء الخبراء الروس تباينت حول نتائج تقارب بين موسكو وقطر… وبحسب رأي مدير مركز "دراسات دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى"، سيمون باغداساروف، فإن الحديث يدور حول التخصيصات المالية الكبرى التي توظفها قطر في الاقتصاد الروسي.
وقال الخبير:
"لقد اشترت قطر مؤخرا جزءا من أسهم "روس نفط" بمبلغ كبير. وفي المستقبل ستكون هناك استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار. وكل ذلك يجعل قطر مستثمرة جدية. وتوجد لدى هذه الدولة مشاريع لشراء السلاح الروسي بالإضافة إلى المشاريع في مجال الغاز".
ووفق باغداساروف، فإن قطر سوف تواجه مشكلة عندما تقوم الولايات المتحدة بفرض شروط معينة عليها ومنها شراء السلاح الأمريكي الذي لا تحتاج قطر إليه كثيرا. في حين لا يقدم ترامب أي مساعدة للقطريين ضد السعودية، بل على العكس أيد الجانب السعودي".
وفي تعليق على هذا الموضوع، يرى نائب مدير مركز "التقنيات السياسية"، أليكسي ماكاركين، أن التقارب بين موسكو وقطر ممكن فيما يخص تسوية الأزمة السورية، ولكنه سيكون تقاربا حذرا. وقال الخبير "نستطيع الاتفاق فيما يخص سوريا لأن موقف قطر يعتمد على اعترافها بحقائق معينة. وخاصة أن المعارضة السورية لم تتمكن من إسقاط الأسد. وتحت تأثير هذا العامل يتم تغيير معاملة المعارضين حتى بين القطريين. كما يؤثر على ذلك علاقات قطر مع إيران".
مع ذلك، يعتبر الخبير، لا يمكننا المبالغة بالعلاقات بين روسيا وقطر. مشيرا إلى أن الخلافات بين موسكو والدوحة توجد في كثير من المجالات ومنها مصر وليبيا. وتراهن روسيا في هذين البلدين على القوى العلنية، بينما تتهم قطر بدعم الإسلاميين، الأمر الذي يعد خطيرا بالنسبة لموسكو، حيث أن "نشر الإسلام السياسي داخل بلادنا سيؤدي إلى عواقب خطيرة لروسيا مع زعزعة الاستقرار في البلاد. ويعد ذلك مصدرا لعدم الثقة ين موسكو والدوحة".
الولايات المتحدة تعرقل التعاون
يرى مدير مركز تحليل النزاعات في معهد "أمريكا وكندا"، ألكسندر شوميلين، أن قطر والولايات المتحدة مرتبطتان تاريخيا حيث تقع في قطر قاعدة عسكرية أمريكية. ووفق الخبير، تتوقف آفاق التقارب الروسي القطري على توقيع صفقات توريد السلاح وستضطر الدوحة للأخذ بعين الاعتبار رأي واشنطن في هذه المسألة الحساسة. لهذا السبب، وعلى الرغم من أن روسيا تتطلع لشريك واعد في دول الشرق الأوسط، لكن التفكير في المستقبل أمر صعب، لأن السائد هو التحالفات القديمة.