وأضاف شعيب، هناك اشتباك وتشابك استخباراتي إقليمي ودولي، فعلى المستوى الإقليمي "السعودية وتركيا- والسعودية وقطر"، وهذا التشابك انعكس على هذه المجموعات الإرهابية وعلى آدائها على الأرض في العمليات التي تقوم بها، والسبب الآخر لضعف تلك المجموعات، هو ضعف الإمدادات بسبب قوة الجيش والقوى الحليفة وبالتحديد الروسي، الذي يقوم بضرب أي تحركات لهذه المجموعات ومنع وصول أي دعم لوجستي لها.
وقال شعيب، أن ما صدر من تصريحات في أعقاب اللقاء الذي جمع بين الرئيسين بوتين وترامب على هامش قمة العشرين، من ضرورة إنهاء تواجد المجموعات المسلحة والإرهابية بسوريا وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي، كان لها الأثر الكبير في رضوخ بعض تلك المجموعات للتفاهمات وانكماش البعض الآخر.
وأكد شعيب، أن التغطية الإعلامية التي تمت لعملية "حزب الله" في "جرود عرسال"، وما تم الاتفاق عليه من نقل لعناصر الجبهة إلى إدلب، يؤكد أن هناك تنسيق روسيا سوريا وحتى لبنانيا مع "حزب الله" لمكافحة الإرهاب.
وعن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة بشكل غير مباشر مع التنظيمات المسلحة والإرهابية، قال شعيب، ليس هناك شك في أن "داعش" هى شركة مساهمة استخباراتية دولية وكل قياداتها جاءت من العراق وأفغانستان، والمراد من كل هذا الإرهاب بخلاف إضعاف الدولة السورية، هو إضعاف حلفائها سواء من الروس أو الإيرانيين، ولا نستطيع أن نقول أن أمريكا اليوم انتبهت للإرهاب، ولكنها تريد اليوم احتوائه للفت أنظار ترامب والإدارة الحالية إلى مناطق أخرى تشعر أمريكا بأهميتها في معركتها القادمة حسب الأولوية السياسية أو الاقتصادية والعسكرية، وقد عبر ترامب عن ذلك عندما تحدث عن إيران والصين.
وأوضح شعيب، أن ما يجري في سوريا هو احتواء للروسي تحديداً في مسألة الإرهاب، لأن دمشق هى خط أحمر بالنسبة لموسكو وللرئيس بوتين، وفي اعتقادنا أن الموقف الأمريكي الأخير لأمريكا يؤكد أن الرسالة الروسية قد وصلت للرئيس ترامب، فمن وصل من التنظيمات الإرهابية إلى سوريا جاء بعلم الاستخبارات الأمريكية، وقد بدت تلك الأمور أكثر وضوحاً في الآونة الأخيرة، بعد أن تأكد الجميع أن تنظيم "داعش" الإرهابي، هو فرع من "القاعدة"، وأرادت الولايات المتحدة إظهار هذا الفصيل "داعش"، على أنه حالة دينية لتستقطب أهل السنة في المنطقة تحديداً، ليكونوا في وجه "حزب الله" وإيران كصورة "مشوهة" عن المقاومة والجهاد، وقد فشلت تلك الخطة سواء في المنطقة أو العالم.
وختم شعيب، بأنه في حالة استمرار مناطق خفض التوتر لستة أشهر قادمة وبعد تواجد الشرطة العسكرية الروسية على الأرض سيعزز الثقة بين المسلحين والدولة السورية، وستكمن المشكلة في المسلحين الأجانب المتواجدين على الأرض السورية، وهؤلاء سينظر في أمرهم، وسيحتاجون إلى تفاهم سياسي دولي، والتجمع الأكبر لتلك المجموعات هو في إدلب وريفها.
وتابع: "في اعتقادي أن عام 2018 سيكون القرار النهائي بشأن تلك الفصائل، فإما أن يتم نقلهم وفق المخطط الأمريكي إلى سواحل أفريقيا حيث المصالح الأمريكية هناك حيث منابع النفط والغاز، أو تستخدمهم أمريكا في مناطق أخرى، واليوم وصل بعضهم إلى اليمن، ولدينا معلومات تقول أن البعض منهم قد وصل إلى سرت في ليبيا، ويجب أن نعلم أن الأمريكي لم يقتنع حتى هذه اللحظة بالتخلص من الإرهاب وإنما يريد تدوير الإرهاب إلى مناطق جديدة".