وكانت الساحات المحيطة بالمسجد الأقصى شهدت على مدار اثني عشر يوما مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين، سقط خلالها عدد من الفلسطينيين وأصيب المئات، وسط إصرار كبير على البقاء ومقاومة الإجراءات الإسرائيلية وعدم التسليم بوجودها.
بدورها دعت المرجعيات الدينية في القدس، المصلين في القدس والداخل، وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى، إلى الدخول لباحات المسجد الأقصى، "مكبرين ومهللين".
كما دعت المرجعيات الدينية في بيان صحفي تلقت "سبوتنيك" نسخة عنه، إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى في كل حين وخاصة في صلاة الجمعة غداً، وفي كل جمعة.
وأضافت، "إجبار الاحتلال على سحب البوابات الإلكترونية والكاميرات الذكية وإنزال ما نصبه من جسور، هو جزء من مطالبنا العادلة والمتمثلة في إعادة مفاتيح باب المغاربة منذ العام 1967، مع ضرورة الاستمرار المطالبة بتحقيقها".
وأشادت بموقف القيادة الأردنية والملك عبد الله، وموقف القيادة الفلسطينية، متوجهة بالتحية إلى كافة القوى والفصائل الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة، وقطاع غزة، وكافة قيادته ونوابه في الداخل والشتات، بمختلف فئاتهم
وأطيافهم "على وقفتهم المشرفة وعن صدق انتمائهم، وحبهم الوطني والمعهود".
من جانبه قال المحلل السياسي أكرم عطالله، إن قناعة المقدسين وإرادتهم بإمكانية إخضاع إسرائيل، وحجم الإصرار منذ اليوم الأول للإجراءات الإسرائيلية دلل على أن هذه المعركة لا تحمل أي نية بالهزيمة بالنسبة للمقدسيين.
وأوضح عطالله في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المقدسيين افترشوا الأرض والتحفوا السماء، ولم يكن لديهم أدنى حد ورغبة في التراجع، من خلال صمودهم وعدم دخولهم الأقصى إلا بكرامتهم، هكذا قرروا بالبداية وهذا ما حصل.
وأضاف، "لا يمكن إنكار أو فصل الدور الذي لعبته السلطة الفلسطينية والموقف الأردني والأمريكي في تعزيز الصمود المقدسي وإجبار إسرائيل على التراجع عن إجراءاتها، لكن كل هذه العوامل جاءت نتيجة لصمود المقدسيين، فلو لم يصمودوا لما وجد كل هذا الضغط
الدولي، ولما استطاع الرئيس الفلسطيني رفع سقفه".
وتابع، "بالحد الأدنى إسرائيل ستعيد قراءة كافة الأمور بدقة شديدة قبل الإقدام على اتخاذ أي إجراءات جديدة في مدينة القدس وضد المسجد الأقصى بشكل خاص".
وكان الرئيس الفلسطيني أعلن عن تجميد كل الاتصالات مع اسرائيل ووقف التنسيق الأمني، حتى إلغاء جميع الإجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى.
من جهته قال المحلل السياسي مصطفى الصواف إن المعركة ما زالت مسمترة مع إسرائيل رغم الإنجاز الذي تحقق نتجية عدة عوامل أهمها وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، إضافة إلى وجود الإرادة الفلسطينية الحقيقة
والتي احتشد الجميع أمامها مما جعل الجانب الإسرائيلي يستجيب للحراك الفلسطيني في مواجهة الإجراءات في القدس.
وأشار الصواف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى إمكانية رجوع إسرائيل عن إجراءاتها ضد القدس والمسجد الأقصى، لافتا إلى أن "الخطوة التي قامت بها إسرائيل هي خطوة تكتيكية، والهدف الذي تسعى إليه ما زال مستمراً، حيث ستسعى من خلال طرق
التفافية خلال الفترة القادمة إلى تحقيق أهدافها".
وشدد على أن الإرادة الفلسطينية سواء في القدس أو محيطها "ستفشل أي مخطط جديد من قبل إسرائيل، مؤكداً استمرار الخطط الإسرائيلية الساعية إلى فرض السيادة على القدس وتهويد الحرم القدسي والأماكن المقدسة".
الجدير بالذكر أن العديد من العواصم العربية والعالمية شهدت مسيرات حاشدة رافضة للإجراءات الإسرائيلية في القدس، فيما أعلن عدد من زعماء العرب والعالم رفضهم الشديد لما تقوم به إسرائيل، داعين إياها إلى التراجع الفوري عن إجراءاتها.