وتم تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين "حزب الله" و"جبهة النصرة"، بإشراف مباشر من المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم.
وتمت هذه العملية بآلية معقدة، قام خلالها الصليب الأحمر والهيئة الصحية الإسلامية، بنقل جثث مسلحي "جبهة النصرة" بداية إلى ثكنة تابعة للجيش اللبناني في منطقة اللبوة في البقاع، بالتزامن مع تسلم الأجهزة الأمنية اللبنانية لجثث "حزب الله" المحتجزة لدى الإرهابيين في معقلهم الأخير في منطقة وادي حميد في جرود عرسال.
وجرت عملية التبادل، وفقاً للخطة المرسومة لها، في ظل التزام الأطراف المعنية كافة بتعهداتها.
وباكتمال المرحلة الأولى من صفقة التبادل، تتواصل الاستعدادات للمرحلة الثانية، الأكثر تعقيداً، والتي تشمل انسحاب عناصر "جبهة النصرة" من وادي حميد في عرسال إلى محافظة إدلب السورية، إلى جانب آلاف اللاجئين السوريين ممن أبدوا رغبتهم في مغادرة لبنان.
وتشير التقديرات إلى أن المرحلة الثانية قد تستغرق يومين أو أكثر، في ظل التعقيدات اللوجستية اللازمة.
وأدى تزايد عدد اللاجئين الذين سجلوا أسماءهم للعودة إلى سوريا إلى بروز صعوبات إضافية في آلية تطبيق الاتفاق.
وبحسب مصادر متابعة للملف، فإن الحديث يدور عن 11 ألف لاجئ سوري أبدوا رغبتهم في الذهاب إلى إدلب، وخمسة آلاف آخرين، فضلوا أن تكون وجهتهم منطقة القلمون السورية.
ووفقاً للاتفاق، الذي توسطت فيه الدولة اللبنانية، فإن "جبهة النصرة" ستقوم، في مقابل السماح لعناصرها، وباقي اللاجئين، بالانسحاب، بإطلاق سراح ثمانية أسرى من "حزب الله".
ووفقاً للآلية المتفق عليها، فسيتم إطلاق أسير من "حزب الله" في مقابل كل قافلة تصل بأمان إلى إدلب.
ويجري العمل حالياً لضمان تنفيذ هذا الاتفاق، من خلال تذليل العقبات اللوجستية، والتي تشمل أمرين أساسيين، هما تأمين الحافلات التي تكفي لنقل العدد الكبير من المغادرين، وضمان سلامة القوافل التي ستسلك مساراً يتجاوز طوله المئة كيلومتر.