سبوتنيك: كيف هي العلاقة اليوم بين أنصار الله وحزب المؤتمر وما هي طبيعة الخلافات التي نشبت بينهما مؤخراً؟
الحديث عن خلافات بين أنصار الله والمؤتمر هي حملات إعلامية، فالطرفان شركاء في التصدي للعدوان وإدارة الدولة، ولهم موقف واحد، ومن الطبيعي أن تحدث خلافات إدارية بين أي طرفين متشاركين، ومهما كانت الخلافات فإنها تدار بشكل استراتيجي وبالطرق القانونية ومن خلال اللجان الثنائية، وإن لم يكن هناك خلاف بين المؤتمر والجماعة، فالمنطقي ألا تختلف الجماعة فيما بينها.
سبوتنيك: ما موقفكم كـ "أنصار الله" من المبادرات والمفاوضات التي تريد إنهاء الحرب؟
بالنسبة للمفاوضات هناك ممثلون عن المؤتمر وأنصار الله يشاركون في أي دعوات للسلام وهم المختصون بهذا الأمر.
سبوتنيك: لماذا يتم استهداف الأماكن المقدسة في السعودية، ألا تخشون غضب العالم الإسلامي؟
منذ بداية الحرب حاولت السعودية وحلفاؤها أن تلصق كلمة "العربي" وراء التحالف، ليكون الأمر إجماعا عربيا وفشلت في ذلك، كما فشلت في استجلاب التعاطف العربي والإسلامي حولها، بحجة أن هناك خطر على المقدسات الإسلامية، ولم يجانبها النجاح، بل كانت القنابل التي تلقيها الطائرات هي الأكثر وصولا للإعلام العالمي وفضح تلك الممارسات، ولذا فكلما أطلقنا صاروخا على موقع عسكري سعودي، يقومون بتصدير الأمر على أنه قصف يمني على "مكة والمدينة" لاستثارة العواطف الدينية ومحاولة القول بأنها تحمي المقدسات، وأيضا لتحسين صورتها، وللتغطية على جرائمها الكبيرة في اليمن.
سبوتنيك: قلتم إن الصاروخ الباليستي الأخير كان يستهدف قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف…وهم يقولون إنه استهدف منطقة "مكة"، تعليقكم؟
منطقة مكة المكرمة تحوي الطائف ومناطق كثيرة، وهي جغرافيا واسعة، والمسافة بين القاعدة الجوية ومنطقة الأماكن المقدسة بعيدة جدا، لكنهم وكما قلنا يحاولون تصدير الموضوع بأن الصاروخ أطلق إلى داخل الحدود الإدارية لمنطقة مكة، والصاروخ كان يستهدف موقعا عسكريا، ولن نتوانى عن إطلاق الصواريخ على أي موقع عسكري، تنطلق منه الطائرات والصواريخ على اليمن.
سبوتنيك: هل هناك تنسيق سياسي بينكم وبين حزب المؤتمر ككيانات سياسية بعيدا عن أروقة الحكم؟
هناك لقاءات ثنائية ولجان مشكّلة من الطرفين، كما أن هناك إدارة للعلاقات الداخلية بين الطرفين وهناك لجان لكل فرع من تلك العلاقات بين المكونين الرئيسين، ونحن متشاركان في المجلس السياسي الحاكم وحكومة الإنقاذ، فالتنسيق على المستوى الحزبي والسياسي والتشاوري على أعلى المستويات.
سبوتنيك: هذا يعني أن هناك تنسيق شامل؟
نعم هناك تنسيق في كل القضايا بما فيها العلاقات الخارجية وعمليات التفاوض وإدارة الأزمات، فنحن أكبر مكونين في البلاد متحالفين لمواجهة العدوان.
سبوتنيك: وماذا عن التصريحات التي تصدر عن المؤتمر ومن بعض أنصاركم بشأن الخلافات؟
لا توجد تصريحات رسمية بخصوص تلك الأمور، وما يصدر هو عن أشخاص مأجورين أو مدسوسين، من بعض الأطراف التي انشقت عن المؤتمر وذهبت للرياض، ولديهم علاقات ببعض الإعلاميين وربما يتم ذلك بمقابل مادي، وهذه حملات يتم تنظيمها منذ بداية العدوان، وأثناء مباحثات ومشاورات الكويت، كانت هناك مراهنة من الرياض وحلفائها على شق الصف مع المؤتمر، لكن القيادات الكبرى من الجانبين وعت لهذا الهدف وخطورته وأفشلت هذا المخطط.
سبوتنيك: هل لك أن توضح لنا نوع العلاقة بينكم وبين المؤتمر؟
القضية بين المؤتمر وأنصار الله فيما يتعلق بالعدوان، وليست قضية تحالف، فهذا موقف وواجب وطني يقوم به كلا المكونين، فلا تقوم أنصار الله بمحاربة العدوان لأنه حليف للمؤتمر، وكذلك المؤتمر، وهذا لا يصح في المكونات الوطنية، إنما يقوم المكونان بمحاربة العدوان لأن اليمن تتعرض لعدوان غاشم ومن منطلق الواجب والمسؤولية الوطنية يقاومون هذا العدوان، فلا يوجد شيء يسمى بالتحالف على القضايا الوطنية، فالقضايا الوطنية من يفرط فيها يعتبر خائن.
سبوتنك: وماذ سيكون شكل العلاقة بين المكونين بعد انتهاء الحرب؟
الفريق الوطني المفاوض مكون من أنصار الله والمؤتمر وحلفائهم، وقدموا في مشاورات الكويت رؤية لما بعد الحرب والمرحلة الانتقالية، وكانت تمثل مخرجا من الحرب والعدوان وطريقا للحل، وكانت تلك رؤية مشتركة بين الجانبين.
سبوتنيك: ماذا لو عرض عليكم مبادرة بأن تختفي القيادات الحالية عن المشهد السياسي لإنهاء الحرب وإحلال السلام؟
من هي الوجوه الجديدة التي يمكن أن تحل مكان القيادات الحالية، لا بديل سوى "القاعدة وداعش"، والدماء والقتل على الهوية، فهل نسلم اليمن لهؤلاء وما المشروع الذي سيقدمه هؤلاء، فليس لديهم مشاريع سوى الخراب والتدمير والفوضى وقد رأينا ما فعلوا بالعراق وسوريا وليبيا، وما يسعون له من أجل تدمير المنطقة.
سبوتنيك: هل هناك جهات معينة تتحكم في قراركم؟
لا يوجد على ظهر الأرض من يستطيع التأثير على قرارنا أو أن يجعلنا تابعين له، ونحن اليوم نحارب لأننا مستقلون بقرارنا ونريد أن يكون اليمن حر وغير تابع لأي وصاية سواء أمريكية أو سعودية، ولا يمكن أن نقبل أن يعود اليمن تحت الوصاية بعد كل هذه التضحيات.
سبوتنيك: وماذا عن علاقاتكم مع إيران؟
إيران لم تكن عدوا لنا على الإطلاق ومن الطبيعي أن يكون لنا علاقات معها، في إطار احترام سيادة البلدين، وإيران لم تتدخل تدخلاً واحداً، ومن يتدخل في شؤوننا هي السعودية بالدعم الأمريكي الغربي وحلفائهم، والذين دمروا الأخضر واليابس، ولا يمكن لأحد أن يأتينا بمظهر واحد للتدخل الإيراني في اليمن، فالقضية التي نحاسب عليها أننا مستقلون وباعترافهم فقد قالوا في مشاورات الكويت صراحة "مشكلتكم يا أنصار الله أنه لا يوجد طرف دولي يملك الضغط عليكم".
سبوتنيك: ما هو موقفكم من الجنوب وقضيته؟
نحترم أي رغبة جنوبية تعبر عن إرادة الجنوبيين لا عن إرادة الإماراتيين، وهذا يجب أن يكون الخط الفاصل بين ما هو حق ويمثل إرادة الجنوب، وبين ما هو مشروع استعماري خارجي والذي لا يمكن قبوله.
سبوتنيك: كان الجنوبيون يعتبرون أنكم رفقاؤهم في مظالم النظام السابق، فلماذا دخلتم الجنوب؟
الجنوب هي أرض يمنية، ولم ندخل الجنوب، وكانت الحرب بعد تدخل العدوان في الشأن اليمني، وكان لابد من مواجهته، والذي كان يتواجد على الأرض قبل الحرب هو الجيش اليمني المشروع، وبعد وصول هادي إلى عدن، ونيته في أن يجعل منها منطلقاً للحرب العدوانية على اليمن، كان لا بد من التدخل.
سبوتنيك: كيف تقرأون الوضع في الجنوب في الوقت الراهن؟
القضية الجنوبية معقدة للغاية، والحرب زادتها تعقيدا، والسيد عبد الملك الحوثي كان واضحا عندما قال إن "القضية الجنوبية تحتاج إلى معالجة حقيقية نتيجة لوجود مظالم سببتها حرب 1994"، والمسألة اليوم أكثر تعقيداً وجزء من تعقيداتها الصراعات الداخلية بين من يحتكرون تمثيل الجنوب، وكان هذا محل خلاف في مؤتمر الحوار الوطني ثم دخل البعد الإقليمي والدولي واختطف القضية وزادها تعقيداً، والآن لدينا قضية يمنية وهي أكبر من القضية الجنوبية والشمالية، فاليمن كله جرح واحد ويحتاج لمعالجة شاملة، تبدأ بوقف العدوان.
سبوتنيك: إذاً أنتم مع حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم؟
الجميع شعب يمني وستكون هناك صيغة تجمع هذا الشعب، سواء في الشكل الفيدرالي أو بأي صيغة يتم الاتفاق عليها بين المتحاورين في الشمال والجنوب.
سبوتنيك: بعدما تحدث ولد الشيخ عن قضية الجنوب في مجلس الأمن، أليس هذا تدويل لها؟
قضية اليمن عموماً شمالا وجنوباً تم تدويلها، ولو نظرنا لصراعات المنطقة كلها لم تعد إقليمية بعدما تدخل فيها البعد الدولي، وتغلب البعد الدولي والإقليمي على البعد المحلي، فلو ظلت القضية اليمنية محلية لكنا قد قمنا بحلها، فهذه ليست الحرب الأولى التي نخوضها، ونحن لدينا القدرة على دخول الحروب ونعرف كيف نخرج منها، ولكن المسألة هنا ترتبط بماذا تريد السعودية أكثر من ارتباطها بما يريده اليمنيون، فالسعودية لم تنفق تلك المليارات من أجل قضايا الجنوب أو الشمال، وإنما من أجل ما يعتقدونه بأن اليمن ساحة نفوذ بالنسبة لهم ولا يمكن أن تتنازل عنها.
سبوتنيك: هل هناك لقاءات غير معلنة تتم بينكم وبين السعودية بأي صورة؟
لا أعتقد، وهذا بحسب معلوماتي الشخصية
أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب