انتهت ورقة عرسال التي راهنت عليها القوى الداعمة للمجموعات المسلحة سواء في سورية أو لبنان أو المنطقة ككل، بفضل الانتصارات المحققة في العمليات القتالية الدقيقة التي قامت بها المقاومة والجيشين اللبناني والسوري.
يقول المستشار في العلاقات الدولية قاسم حدرج:
بداية ونحن بمناسبة عيد الجيشين اللبناني والسوري لابد من توجيه التحية للجيشين البطلين الذين ساهما في تحرير جرود عرسال وإرساء علاقات جديدة بين لبنان وسورية والتعاون الأمني والسياسي، فتحية لهما ولشهدائهما وشهداء المقاومة، وقبل الخوض في موضوع نتائج معركة عرسال في بعديها العسكري والسياسي نلفت النظر إلى أن هناك خصوصية لهذه المعركة وهو صدور أمر عملياتها على الهواء مباشرة وهذا ما لم يحدث إلا مرة واحدة في حادثة تدمير البارجة الإسرائيلية "ساعر خمسة".
وتابع المستشار حدرج قائلا:
وأردف المستشار حدرج:
أهمية الموضوع العسكري تكمن في أبعاد أخرى حيث حققت الانتصارات في وجوه أخرى أكثر من البعد العسكري يعني إذا نظرنا من الناحية الاستراتيجية لهذه المعركة هي ليست أكثر أهمية من معركة القصير ويبرود ولكن الانتصارات التي تحققت بها كان لها أثر كبير على العملية السياسية والأمنية، لماذا؟.
اليوم هناك منظومة إرهابية صدرتها لنا الولايات المتحدة ودول العدوان تحت شعار الرايات السوداء التي لفت المنطقة بأسرها بإرهابها وبشرتنا أمريكا بأننا بحاجة لعشرات السنوات للقضاء على هذا الإرهاب، وهناك فكرة أهم من أهم المعارك التي خيضت خلال هذه السنوات هي معركة عرسال لأن أسطورة المقاتل العقائدي الذي لا يقهر قد كسرت في هذه المعركة لأنه للمرة الأولى نرى الرايات البيضاء ترتفع عند اقتراب الرايات الصفراء منها، سقطت الرايات السوداء رايات الإرهاب وارتفعت رايات الاستسلام وتبين أن هذه المجموعات ليست عقائدية ولاتحمل فكراً عقائدياً ولاتحمل أهداف إيديولوجية، وإنما هم مجموعات إرهابية بدليل أنهم عندما فاوضوا من أجل إخراج أموالهم والاتجاه بها إلى المكان الذي يؤهلهم للتنعم بالغنائم.
وأضاف المستشار حدرج:
الخاسر الأكبر في هذه الانتصارات هو المشروع الإرهابي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وبالدرجة الأولى إسرائيل، لأنه اليوم عندما نضرب عمق الإرهاب نسمع الصوت يصدح من إسرائيل حول تعاظم دور "حزب الله" وبوجوب دعم هؤلاء الإرهابيين والإبقاء عليهم كورقة، أما في الشق الداخلي فهناك فريق أثبت أنه مرتهن بالكامل للقرار الخارجي ويدعم الإرهاب من خلال استخدام ورقة النازحين والكاسب الأكبر في هذه المعركة هو الشعبين اللبناني السوري.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم