وحسب الوكالة، تقول مصادر غربية وإيرانية إنه "على مدى الشهور الستة الماضية بدأ الحرس الثوري الإيراني استخدام مياه الخليج بين الكويت وإيران مع بحثه عن سبل جديدة لتجنب حظر نقل أسلحة للحوثيين". و"في هذا المسار تنقل سفن إيرانية عتادا إلى قوارب أصغر في أعلى الخليج حيث تواجه تدقيقا أقل". وأضافت المصادر "أن تسليم وتسلم الشحنات يتم في المياه الكويتية وفي ممرات ملاحية دولية قريبة منها".
وتقول "رويترز" إن مسؤولا إيرانيا كبيرا أبلغها أنه "يتم تهريب أجزاء الصواريخ وبطاريات الإطلاق إلى اليمن عبر المياه الكويتية. وأحيانا يستخدم هذا الطريق لنقل النقود أيضا". وأضاف المسؤول "ما تم تهريبه مؤخرا، أو على وجه الدقة في الشهور الستة الماضية، أجزاء صواريخ لا يمكن إنتاجها في اليمن".
ويشهد اليمن حرباً مستمرة منذ أكثر من عامين بين جماعة "أنصار الله" وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من تحالف تقوده السعودية. وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص في الصراع كما أصاب وباء للكوليرا أكثر من 300 ألف في البلد الذي يوشك أن يقع في أتون المجاعة.
وتقول "رويترز" إن جهود التحالف بقيادة السعودية لاعتراض شحنات الأسلحة لم تحقق سوى نجاح محدود حيث لم يتم الإعلان عن ضبط أسلحة أو ذخيرة في البحر منذ بداية العام الحالي بينما تم ضبط كميات قليلة على الطريق البري الرئيسي من شرق اليمن.
وقال محققون مستقلون من الأمم المتحدة، يراقبون العقوبات على اليمن، لمجلس الأمن في أحدث تقرير سري لهم اطلعت عليه "رويترز" إنهم ما زالوا يحققون بشأن ممرات محتملة لتهريب الأسلحة.
وأضافوا أن الإمارات العضو في التحالف أبلغت عن 11 هجوما للحوثيين بطائرات دون طيار مسلحة بالمتفجرات على قواتها البرية منذ سبتمبر/ أيلول 2016.
وقال التقرير "رغم أن وسائل الإعلام الموالية للحوثيين أعلنت أن وزارة الدفاع في صنعاء قادرة على صنع طائرات دون طيار…فإنها في واقع الأمر يتم تجميعها من مكونات يوردها مصدر خارجي ويتم شحنها لليمن".
وأضاف التقرير أن "أنصار الله" "سيستنفدون مخزونهم المحدود من الصواريخ في نهاية الأمر". وسيجبرهم هذا على إنهاء حملة هجمات صاروخية على الأراضي السعودية ما لم يحصلوا على إمدادات جديدة من مصادر خارجية.
وقال تقرير سابق للأمم المتحدة في يناير/ كانون الثاني إن "أنصار الله" بحاجة إلى إعادة التزود بالأسلحة الموجهة المضادة للدبابات.
وحسب "رويترز" قال مسؤول إيراني ثان "حجم هذا النشاط، ولا أصفه بأنه تجارة، ليس كبيرا جدا. لكنه مسار آمن". وأضاف "يتم استخدام موانئ إيرانية أصغر لتنفيذ هذا النشاط نظرا لأن الموانئ الكبيرة تلفت الانتباه".
وردا على سؤال عما إذا كان الحرس الثوري مشاركا في العملية قال المسؤول الثاني "لا يتم أي نشاط في الخليج دون مشاركة الحرس الثوري. هذا النشاط يتضمن مبلغا ضخما من المال فضلا عن نقل عتاد إلى جماعات تدعمها إيران في معركتها ضد أعدائها".
وأكد مسؤول إيراني ثالث عمليات الشحن وأشار إلى ضلوع الحرس الثوري فيها.
وحسب "رويترز" أيضاً قال زعيم "حوثي" في مارس/ آذار، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، إن الاتهامات بأن إيران تهرب أسلحة إلى اليمن محاولة للتغطية على فشل السعودية في الانتصار في الحرب هناك.