في شوارع الدوحة، في وزاراتها ومؤسساتها الرسمية، على قمصان يرتديها القطريون، ينتشر رسم لأمير قطر مرفقا بعبارة "تميم المجد". وقد حصل هذا الرسم، وبسرعة قياسية، على شهرة واسعة جعلته رمزا لتصدي قطر لمحاولات عزلها.
ويقول منفذ الرسم أحمد المعاضيد لوكالة "فرانس برس"، "شعوري لا يوصف عندما أرى الرسم في كل مكان وانا ممتن وسعيد"، مضيفا "هذا توفيق من الله".
ويتابع "تشرفت برسم سمو الأمير وبأن اصبح الرسم أيقونة تستخدم في هذه الأزمة".
تشرفت اليوم بمقابلة مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد ال ثاني حفظه الله ورعاة وإهداء لوحة #تميم_المجد #قطر pic.twitter.com/CFhFET8z7O
— أحمد المعاضيد (@ahmedbinmajed) July 26, 2017
وقطعت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في الـ 5 من حزيران/يونيو، واتخذت اجراءات عقابية بحقها بينها اغلاق المجالات البحرية والجوية أمامها والطلب من القطريين مغادرة اراضيها بعد اتهامها بدعم الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة.
وتسعى قطر في إطار التصدي لمحاولة عزلها، إلى الظهور بصورة الدولة القوية التي تستطيع مقاومة جاراتها والتأقلم مع الاجراءات العقابية المتخذة بحقها.
ومع بداية الازمة، نشر المعاضيد رسما جانبيا بالأسود والأبيض لوجه الأمير على حسابيه في تطبيقي تويتر وانستغرام مرفقا بعبارة "تميم المجد"، وسرعان ما تم تناقله بشكل واسع في الإمارة الصغيرة.
لكن قيام الشيخ جوعان بن حمد، شقيق الأمير، بإعادة نشر الرسم على حسابه على "تويتر" حيث يبلغ عدد متابعيه أكثر من 550 الفا، ضاعف شهرة الرسم وحوله إلى رمز للأزمة السياسية بين قطر والدول المقاطعة لها.
ويقول المعاضيد، الشاب الذي يعمل منذ العام 2009 في مجال تصميم الاعلانات والرسم، إن عمله حتى بداية الأزمة "كان له صدى بسيط، لكن هذه الصورة جعلتني معروفا أكثر في قطر وخارج قطر".
وللمرة الأولى، عرضت في نهاية حزيران/يونيو أعمال للمعاضيد في أحد أروقة متحف قطر ثم في أحد فنادقها الفخمة، وبينها رسوم لأفراد من العائلة الحاكمة وكذلك للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حليف الدوحة.
من معرض الفنان أحمد المعاضيد بالدوحة@ahmedbinmajed pic.twitter.com/e9EpJV8Qks
— أحمد خالد المسفر (@almesfr) July 29, 2017
ويوضح الفنان الشاب أن إلهامه "يأتي من الثقافة التي أنا فيها والاشارات المحببة لي بالإضافة إلى المواضيع التي أدمج بينها مثل الطيور والحيوانات والخيل والجمل (…) بالإضافة إلى شخصيات معينة مثل سمو الأمير".
ويشير أيضا إلى أن خطابات الأمير الذي استقبله أخيرا، ألهمته، كونها تناولت "الثبات والتنمية".
وبعيد انتشار الرسم، سعت شركات إلى التعاون مع الفنان لتسويق مشاريعها. وهو حاليا في صدد التعاون مع شركة مجوهرات لتصميم وصنع قلادة خاصة برسم "تميم المجد" مصنوعة من الذهب والالماس.
ووضعت شهرة الرسم صاحبه تحت الأضواء، لكنها زادت ايضا عليه الضغوط.
ويقول "صار الناس يعرفونني أكثر ويتوقعون مني أمورا أخرى. هذا بالنسبة إلي أمر فيه مسؤولية وأن شاء الله اطرح دائما المواضيع التي نخدم فيها هذا الوطن، وأن شاء الله نكون عند حسن الظن".