قالت رئيسة الوفد التونسي إلى سوريا، مباركة البراهمي، للصحفيين إنها جاءت إلى سوريا "بكل فخر واعتزاز لمساندة الشعب السوري في محنته وحربه ضد قوى الإرهاب الظلامي ومشاركته أفراح النصر على التنظيمات الإرهابية"، بحسب ما ذكرته وكالة "سانا".
وقد تقدمت أربع كتل في البرلمان التونسي بمشروع لائحة يطالب بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وذلك في أبريل/ نيسان 2017 بعد زيارة جاءت بمبادرة ذاتية لسبع نواب في مارس/ آذار من نفس العام.
وعلق عضو البرلمان السوري، خالد العبود، بأن التوجه التونسي نحو سوريا ليس مفصولا عن حراك عام تعيشه تونس لجهة إعادة العلاقات مع الجمهورية العربية السورية، ومعنى المطالبة بعودة العلاقات يعني تغيرا في الموقف الجمعي للقوى السياسية التونسية.
وأضاف العبود "الوفد البرلماني الذي زار دمشق مؤخرا سبقته مجموعة من الوفود كلها تعبر عن علاقات إيجابية تتمنى عودة العلاقات لما كانت عليه قبل 2012، هذا بالطبع ليس مفصولا عن الموقف السياسي من جهة التفهم لما يحدث في سوريا بل ومساندتها للموقف السوري في مواجهة الإرهاب".
واستطرد:
لم يزرنا وفد يتحدث باسم البرلمان التونسي، ولكن جاء نواب بمبادرة شخصية نظراً لتفهمهم طبيعة الوضع في سوريا، بينما توجد قوى سياسية أخرى تمنع عودة العلاقات بين البلدين لوضعها الطبيعي؛ هذه القوى مازالت تأتمر بأجندات أخرى، لكن بعد فترة ليست بعيدة ستعود العلاقات الدبلوماسية والشعبية بين سوريا وتونس".
وتابع العبود أن "انتصارات القوات المسلحة السورية وحلفائها كبحت جماح مشروع التقسيم في المنطقة، لذلك سنجد بعض الدول ستنضم في الفترة القادمة لسوريا وتعيد العلاقات معها وتسلم بهذه الهزيمة، ثم تذهب لمنتصف الطريق لملاقاة القوى المنتصرة، تحكمنا سياسة جديدة في المنطقة مترتبة علي هذه الانتصارات، المنطقة تحتاج لمعادلة استقرار جديدة سوريا ستكون رئيسية فيها، بالتالي ستشهد عودة للعلاقات في الفترة المقبلة ولكن ليس وفق المشروع الأمريكي وإنما وفق ناتج الانتصار الذي حققته دمشق والحلفاء".
ومن جانبه، قال إسماعيل محمود، عضو البرلمان التونسي عن "حزب نداء تونس"، إن الوفد الذي يزور سوريا حاليا، جاء لدفع عودة العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى وجود تمثيل دبلوماسي بين البلدين لكن بمستوى منخفض، وأن "الوضع السياسي في سوريا وتونس كان حائلاً أمام عودة العلاقات لما كانت عليه عام 2011، وقد وعد الرئيس الباجي قائد السبسي أثناء حملته الانتخابية بعودة العلاقات مع سوريا بعد أن انقطعت في ظروف استثنائية، وكان الخطأ من جانب تونس في هذه المرحلة".
وأضاف محمود أنه "لا يوجد عائق أمام عودة العلاقات بين تونس وسوريا، لكن على مستوى فتح السفارة التونسية في دمشق، هذا يعود للظرف الأمني الذي تعيشه سوريا، نحن في تونس لا نتحدث عن إعادة علاقات بل تعزيزها كونها ليست منقطعة، البرلمان التونسي يتكون من مزيج من الأحزاب اليمينية والليبرالية والوسطية، هناك بعض الأحزاب لا تتبنى هذا الموقف من سوريا أثناء هذه المرحلة ولها أسبابها، لكن علاقة تونس بسوريا تاريخية متأصلة تتجاوز كل الحساسيات السياسية".