في هذا الإطار يقول الدكتور نبيل خوري الاختصاصي في علم النفس العيادي، لـ"سبوتنيك"، "إن لذة إظهار المقومات الجمالية عند الأنثى موجودة وبكثافة، وبدليل أنه عندما أصبحت التنورة فوق الركبة رائجة استنكرت المنظمات التي تعنى بشؤون أخلاق الناس في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وبأجزاء أخرى من العالم هذه الظاهرة معتبرين أنه لا يمكن أن تكشف المرأة عن رجليها، ولكن وبالرغم من ذلك انتشرت هذه الظاهرة بقوة، وعام 1964 عندما تم اختراع الميني سكيرت وتم الاعتراض عليها بقوة ولكن ما لبثت أن انتشرت وبيع أكثر من 3 مليارات قطعة قبل انتهاء السنة، المايكروسكرت كذلك".
وأضاف:"لذة إظهار المحسنات البديعية عند الفتاة موجودة بقوة لأنها تعطي مفاعيل إغرائية والإغراء جزء من المنظومة الأنثوية وتعطي مفاعيل تلفت نظر المعجبين، وتثير حالات الغيرة في إطار التنافسية الأنثوية من المعجبات".
وأكد خوري أن الشورت القصير ما هو إلا محاولة للإلتفاف على المايكرو سكرت مع عدم الخوف من الجلوس والقيام من الكرسي لأن الشورت يحمي أكثر المكشوف مما تحمي التنورة، ولكن الفكرة نفسها، والإغراء نفسه، وبالأخص أنه برأي الكثيرين إن إرتداء الشورت القصير لا يخدش الحياء لأنه تطور للمجتمع باتجاه يطبق كل الشعائر والشرائع التي تأتي من الغرب وكأنها منزلة ويسعى قدر المستطاع لإطلاق مسحة الموضة عليها.
وحول انتشار الشورت القصير في المجتمع اللبناني في حين أن أغلب الدول العربية لا تسمح بارتدائه، يقول خوري:"في المجتمعات العربية هناك مفاعيل ترتدي طابعا اجتماعيا وأحيانا طابعا دينيا تؤدي إلى مجموعة الكوابت، المحرمات أكثر من المسموحات، وبالتالي التفلت تحت ستار الموضة هو الوسيلة الوحيدة لتفجير هذا الكبت هذا بالمرتبة الأولى، أما بالمرتبة الثانية فهو للقول بطريقة غير مباشرة بأننا بدأنا نتمرد على القيود، وبالمرتبة الثالثة، لاستمالة الجنس الآخر الذي يبدو أنه متأثرا بالقشور أكثر مما هو متأثرا باللب".
هذا وتختلف آراء الشابات والشبان حول الشورت القصير، فتقول ليا لـ"سبوتنيك":"أنا شخصيا أحب ارتداء الشورت القصير ولكن ليس أي شورت أحاول أن أختار ما يناسبني فبعض الشورتات هذه السنة مبالغ بها حتى أنه يمكن اعتبارها اكسسوار فوق الملابس الداخلية ولا يمكن تسميتها ملابس".
في حين تقول مايا:" أحب اتباع الموضة والشورت موضة هذه السنة وأشكر الله أننا مجتمع منفتح نرتدي أي شيء نريده، وبالنسبة لي هذه حرية شخصية".
أما أحمد فيعتبر أن ارتداء الشورت حرية شخصية، كل شخص حر في ارتداء ما يريد نحن مجتمع متنوع أما بالنسبة لشورتات الرائجة هذه السنة أراها مبالغ فيها قليلا".
وتقول نسرين إنه ليس لديها مشكلة في أن ترتدي ابنتها الشورت القصير "على المجتمع أن يتخطى هذه النظرة إلى جسد المرأة ففي الخارج ممكن أن تشاهدي امرأة تمشي دون ملابس ولا أحد ينظر إليها هنا تكمن مشكلة المجتمع العربي في النظرة إلى المرأة".
ربيع يقول إنه ضد ارتداء الشورت ولا يسمح لخطيبته أو أخته ارتداء الشورت وأضاف مازحا أتوقع السنة القادمة أن يصبح رائجا ارتداء البيكيني والذهاب به إلى العمل".
وحول نظرة الشاب إلى الفتاة التي ترتدي الشورت القصير يقول الدكتور نبيل خوري: "حسب نوع الشاب فإذا كان يعيش حالة أصولية تقليدية تقوم على مبادئ دينية وشعائر طائفية ومذهبية متجذرة قد يرتضيها لمن يعتبرهن ساقطات في المفهوم الواسع ولكن يرفضها لأخته وزوجته أو أمه أو أحد أقربائه، وهناك الفئة الثانية الأشخاص الذين يعتبرون أن هذا الأمر هو مجرد مرحلة زمنية تقوم على تريند معينة لاقت رواجاً في العالم العربي وبالتالي يجب أن نكون سائرون ومواظبون لهذا الإتجاه وهذه الظاهرة ويعتبر أن الشورت شيء طبيعي جدا، وهناك المنحرف جنسيا الذي ينظر إلى الفتاة التي ترتدي الشورت كأنها ساقطة حكما في المجتمع والتي يرغب بها في كل الوسائل المتاحة لأنها عرضت نفسها له".