فالحضارة التكنولوجية تعني أن الإنسان تعلم التحكم بمصيره فهو يسود فوق الأرض، يغزو الفضاء ويلوث الجو ويستعد لغزو النجوم ويلوثها ووضع عالماً اصطناعياً فوق العالم الطبيعي، بينما كانت الحضارات الماضية تنظم نفسها حول نظرة فلسفية أو شاعرية للعالم، فإن الحضارة الحديثة تعبرعن نفسها بالتعمق في النشاط الإنتاجي، وفي التوسع الاستهلاكي، وفي الرفاهية المتطورة. ويظهر هذا الوجه الجديد للحضارة نتيجة الاتحاد التام بين العلم، والتقنية، والإنتاج.
وقال دانيال، إنه وفقا لمبدأ الرداءة "غياب أدلة تثبت العكس"، يمكن أن تكون الحضارة الإنسانية نموذجية بالنسبة للكون. وإذا أظهرنا كل الحضارات المتقدمة من الناحية التكنولوجية في الكون على شكل رسم بياني، وحددنا على المحور الأفقي عمر الحضارة، وعلى المحور العمدي عدد الحضارات، فالخط البياني، وفقا لقوانين الإحصاء، سيأخذ شكل جرس. وبرأي الباحث، من المرجح أن نجد أنفسنا في منتصف الرسم البياني، حيث تقع 95% من الحضارات: ولا يصل سوى عدد قليل من الحضارات إلى عمر يبلغ ملايين السنين.
وتعتبر البشرية هي الأولى من نوعها في العالم تقدما من الناحية التكنولوجية، وهذا أيضا يميز الحضارة الكونية النموذجية. وإذا نظرنا إلى كم من الوقت قد استغرق تطور الإنسان العاقل وخلق الثقافة الحديثة على كوكبنا فهذه الأنواع من الحضارات ظهرت 23 مرة على الكرة الأرضية.
ومع ذلك، فإن مبدأ الرداءة يشير إلى احتمال ضعيف لظهور أكثر من حضارة واحدة في نفس الوقت على نفس الكوكب. وقال الباحث، هذا يعني أنه في نهاية وجود هذه الحضارة، من المرجح أن يتحول المحيط الحيوي إلى مكان غير صالح للسكن.
وبحسب تقدير الباحث بما أن البشرية موجودة في وسط منحني الجرس على الرسم البياني، فإن الحضارة التكنولوجية بقي لها 100 سنة تقريبا. ومع الأخذ بعين الاعتبار الانحراف المعياري (مقياس مدى انتشار المتغير العشوائي) وعدم تماثل الرسم البياني (عمر الحضارة لا يمكن أن يكون أقل من الصفر، ولكن يمكن أن يكون كبير إلى لا نهاية)، فعمر هذه الحضارة يمكن أن يصل إلى 500 سنة.