أكد الجيش اللبناني مرارا أن تحرير باقي أراضي الجرود من الإرهابيين بات مسألة وقت لأن القرار حسم وكل الترتيبات أُنجزت، وبات الجميع أمام اللحظات الأخيرة قبل الشروع في معركة تطهير جرود السلسلة الشرقية في القاع ورأس بعلبك من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وجاء في بيان للجيش اللبناني صادر عن مديرية التوجيه، أن وحدات الجيش تقدمت صباح يوم الثلاثاء 15 أغسطس/ آب ، في مناطق مراح الشيخ والعجرم ووادي حميد من ناحية جرود عرسال، وذلك في إطار مواصلة عملية إحكام الطوق وتضييق الخناق على مجموعات تنظيم "داعش" الإرهابي في جرود رأس بعلبك والقاع، وقد عثرت في منطقتي وادي حميد والعجرم خلال عملية التفتيش على كمية من الأحزمة الناسفة والعبوات والقذائف المفخخة، حيث عمل الخبير العسكري على تفجيرها، كما عثرت على جثة تعود لشخص مجهول.
كيف يبدو المشهد الميداني في جرود السلسلة الشرقية للبنان، وكيف تجري الاستعدادات والتحضيرات اللوجستية لمعركة تطهير جرود القاع ورأس بعلبك من تنظيم "داعش" الإرهابي، وهل باتت ساعة الصفر وشيكة لبدء معركة تحرير ما تبقى من اراضي الجرود التي يسيطر عليها الدواعش؟
هل سيكون هناك تنسيق بين الجيش اللبناني وكل من المقاومة والجيش السوري في هذه المعركة، على ضوء ما أعلنته وسائل الإعلام من أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر قرارا للجيش السوري لتأمين قوة نارية ضد تنظيم "داعش" من الجهة السوري؟
يقول الخبير العسكري، الاستراتيجي، العميد الدكتور أمين حطيط، في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، الواقع أن القرار السياسي بتحرير الجرود أصبح نهائيا لا رجعة فيه، والواضح أن الجيش اللبناني هو الذي سيكون الجهة الرئيسية التنفيذية لهذا القرار. ومن أجل ذلك، فإن الجيش اللبناني منذ أن تأكد لديه مثل هذا القرار بات يعمل وفق القواعد العسكرية المتبعة في التحضير لمعركة بمثل هذا الحجم، ونحن نعلم أن معركة بهذا الحجم تتطلب توفير ظروف بالنسبة للجيش اللبناني الذي ينتشر على كامل الأراضي اللبنانية، يستلزم توفر أربعة شروط رئيسية: أولا، الطمأنينة إلى أمنه في الظهر، ولهذا شاهدنا كيف أن المجلس الأعلى للدفاع انعقد برئاسة رئيس الجمهورية، وكلفت الأجهزة الأمنية كل في نطاقها، لتثبت الأمن الداخلي التي تحمي ظهر الجيش. والنقطة الثانية، بحاجة إلى تحشيد القوى الملائمة للمعركة، ونحن نعلم أن المعركة تتطلب قوات خاصة وقوات مشاة ،لان الدبابات والمدرعات والمدفعية يكون استعمالهم محدودا في أرض وعرة جبلية، كالتي يتمركز فيها المسلحون، لذلك فإن الجيش اللبناني بحاجة إلى تحشيد العنصر الملائم للمعركة، العنصر الثالث، هو المسألة اللوجستية، هذه المسألة هامة جدا بالنسبة للجيش اللبناني، خاصة وأن لديه تجربة في نهر البارد، والكل يذكر أنه بعد بدء المعركة بعشرة أيام أو اسبوعين بدأ الجيش اللبناني يشكو من قلة الذخيرة، والان لا يستطيع أن يكرر التجربة، ولهذا السبب يدرس الجيش أوضاعه جيدا، ويؤمن الذخيرة اللازمة قبل البدء بها. أما الشرط الرابع هو التنسيق الميداني المتعدد الوجوه سواء مع القوى الميدانية التي تعمل في الأرض من مقاومة وجيش سوري أو مع الأجهزة الأمنية لتتحقق من جهوزيتها عند الانطلاق. هذه الشروط متى استكملت خاصة ما نسميه تهيئة البيئة العملانية التي يعمل الجيش على أساسها، ومتى استكملت التهيئة واستوفيت هذه الشروط سينطلق الجيش اللبناني محددا ساعة الصفر ليبدأ الإطباق على المجموعات الإرهابية في نطاق العملية الموعودة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي