بيروت — سبوتنيك. أعلن الجيش اللبناني، صباح اليوم، إطلاق المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع، من الجهة اللبنانية للحدود مع سوريا.
واستهل الجيش اللبناني المرحلة بقصف مدفعي وصاروخي مكثف استهدف ما تبقى من مواقع إرهابيي "داعش" في الثلث الأخير من الرقعة الجغرافية التي كانوا يسيطرون عليها قبل بدء العمليات يوم السبت الماضي.
وقالت مصادر عسكرية لـ"سبوتنيك" إن الوحدات العسكرية تقدّمت باتجاه منطقة رأس الكهف (أو حقاب الكف بحسب التسمية المحلية)، حيث تقوم، بمشاركة فوج الهندسة، بتطهير المنطقة من الألغام والمتفجرات.
ووفقاً للمعطيات الميدانية، فإن العمليات المقبلة ستتركز على منحدرين أخيرين قبل السيطرة على كامل هذه المنطقة الاستراتيجية.
وتكمن أهمية منطقة رأس الكهف أنها تضم غرفة عمليات "داعش"، وتشكل الخط الخلفي، الذي فرّ إليه الإرهابيون، خلال المعارك العسكرية الأخيرة. وفي حال تمكن الجيش اللبناني من السيطرة الكاملة على هذه المرتفعات، فسيتاح له الإشراف المباشر على الأراضي السورية، ما يعني من الناحية العملية أنها تقترب من إنجاز المهمة المحددة أهدافها بالوصول إلى خط الحدود مع سوريا.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش اللبناني يقترب من حسم المعركة، لكنها أبدت تحفظاً في تحديد سقف زمني محدد، بالنظر إلى أن طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة والتكتيكات التي يمكن أن يستخدمها الإرهابيون تدفع إلى الحذر في التعامل مع السيناريوهات العسكرية المحتملة.
ولفتت المصادر الانتباه إلى أن التحليل الميداني لمجريات القتال تظهر أن الإرهابيين يركزون على تكتيكات غير تقليدية في مواجهة الهجمات التي يشنها الجيش اللبناني، لجهة الاعتماد على زرع العبوات والمتفجرات، وربما يلجأون إلى عمليات انتحارية.
وأوضحت المصادر أن الجيش اللبناني يأخذ كل هذه الاعتبارات في الحسبان، وهو جعل الخطة العسكرية تركز، إلى جانب عمليات التقدّم الميداني، على شل حركة الإرهابيين، من خلال عمليات القصف المكثف، على امتداد منطقة العمليات، إلى جانب السيطرة على مرتفعات استراتيجية، تتيح الاستهداف الناري لكافة تحركاتهم.
وقتل عسكري وأصيب أربعة آخرون، صباح اليوم، خلال تفكيك لغم أرضي، ليرتفع عدد قتلى الجيش اللبناني إلى أربعة، بعد مقتل ثلاثة جنود يوم الأحد الماضي، في انفجار عبوة ناسفة.
ومن الجهة السورية للحدود، يواصل الجيش السوري و"حزب الله" عملياتهما العسكرية ضد تنظيم "داعش"، حيث يواصلان السيطرة على مواقع للتنظيم الإرهابي.
وأعلن الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" عن السيطرة على غرفة اتصالات تابعة لـ"داعش"، حيث تم العثور على أجهزة لاسلكية مشفّرة، وكميات من الأسلحة.
وعلى المحور الجنوبي في جرود القلمون الغربي تمكن الجيش السوري و"حزب الله" من السيطرة على عدد من النقاط المهمة، أبرزها شعبة صدر بيت بدران وشعبة حرفوش وشعبة البطيخ والمصطبة (شرقاً)، فيما تمكنا من السيطرة على عدد من المرتفعات الغربية والجنوبية، وبالتالي التحكم بعدد من المعابر المهمة في هذه المناطق.
ويقوم الجيش اللبناني منذ فجر السبت الماضي، بعملية عسكرية لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة في البقاع شمال شرق البلاد من إرهابيي تنظيم "داعش".
وبدأ الجيش عملياته بقصف مدفعي وصاروخي عنيف لمواقع "داعش" في الجرود تسانده مروحيات عسكرية تنفذ عمليات قصف مكثف.