ودعا صالح في كلمة ألقاها، يوم الأحد الماضي، أنصار حزبه للاحتشاد في صنعاء يوم 24 أغسطس/ آب فيما يعتزم أن يكون استعراضا للقوة.
واجتمعت قيادات الحوثيين وأوصت بإعلان حالة طوارئ وتعليق كل الأنشطة الحزبية وأبلغت أنصار صالح أن الاحتشادات يجب أن تنظم على جبهات القتال وليس في الميادين العامة.
وقال القباطي، في اتصال هاتفي خلال حلقة اليوم من برنامج "البعد الآخر" الذي يذاع على أثير "سبوتنيك"، إنه "لا يخفى على أحد ومنذ الإعلان عن الإعداد لهذه الاحتفالية ظهرت إلى السطح اختلافات بين مكوني "المؤتمر الشعبي العام" و"أنصار الله" باعتبارهما شركاء في أمور البلاد، وهذه الخلافات تركزت حول طريقة إدارة الدولة، حيث يعتبر المؤتمر الشعبي أن جماعة "أنصار الله" يديرون الأمور بطريقة غير قانونية، فعلى سبيل المثال وجود عناصر تسمى المشرفين فوق القيادات، كوزير ومشرف على الوزير، ودائما ما تصطدم قرارات هذه المناصب بتعنت المشرفين، في الوقت الذي بدأ فيه المؤتمر باتباع سياسية التصالح والتسامح وهو ما ظهر في المبادرة التي تقدم بها البرلمان اليمني للدول الكبرى ومجلس الأمن للحل الشامل في البلاد واعتبرها "أنصار الله" استسلاما وتنازلا من قبل "حزب المؤتمر" الذي يسيطر على البرلمان، وهو تخوف لا مبرر له ويدعو "أنصار الله" إلى الشك بأن المؤتمر الشعبي العام يجهز للانقلاب عليه".
وأكد القباطي أن "المؤتمر" "لن يفرط في الثوابت رغم محاولات دول التحالف بث الفرقة بين المكونين من خلال تصريحات من هنا أو هناك وهو ما لن يحدث ولا تجد هذه التصريحات أي صدى".
من جانبه، قال عبد القدوس الشهاري، نائب مدير العلاقات الإعلامية لـ"أنصار الله" في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "دعوة أنصار الله للحشد في ميدان السبعين، جاءت بعد حشد المؤتمر أكثر من ستة آلاف مقاتل في شمال صنعاء في جبهة نهم، فكان لزاما على أنصار الله أن يتخذوا الإجراءات الوقائية خاصة وأن الاحتفالات هذه المرة تختلف عن كل عام فهذه المرة تم الحشد لها من قبل شهرين بالإضافة إلى ظهور أشخاص غريبين عن العاصمة وعربات مسلحة وهو ما يمثل خطرا على الأمن العام وهو مسؤوليتنا".
ورداً على اتهام حزب المؤتمر لجماعة "أنصار الله" بأنهم فوق المؤسسات وأنهم دولة داخل الدولة، قال الشهاري إنه "من الطبيعي أن نكون داخل المؤسسات بعد خروج حزب الإصلاح منها لحمايتها ودخلنا كمواطنين في البداية وبعد ذلك أصبح أغلب اللجان الشعبية موظفين فيها للقيام بأعمال إدارية ووضع ضوابط لخروج الأموال وهو ما لا يرغب فيه أطراف آخرون".
وأكد الشهاري أنه لا صحة للاتهامات الموجهة لـ"أنصار الله" بقيامهم بعمليات مداهمة واحتجاز وقال "لو كنا نريد ذلك لحجزنا أعضاء مجلس النواب الذين يترددون حتى الآن على المملكة العربية السعودية لنيل إغراءات مادية يقدمونها لهم، ووعود بإعادة أحمد علي عبد الله صالح إلى السلطة. ولو كنا نرغب في الاحتجاز لاحتجزنا أعضاء مجلس النواب واحتجزنا صالح نفسه وليس الأمر بصعب علينا".
واختتم الشهاري بقوله "المبادرة التي تقدم بها مجلس النواب لإنهاء الحرب كانت هي البداية في الأزمة التي حدثت بين جماعة "أنصار الله" وبين "حزب المؤتمر الشعبي العام" لأنها تحاول فرض أجندات خارجية علينا رغم تقديم "أنصار الله" لمبادرات جادة ولم يتم الأخذ بها، ونحن الآن في حالة مخاض بيننا وبين المؤتمر وبوجود العقلاء ستمر الأزمة".