تصريحات غابرييل جاءت خلال مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية الشهيرة، ومن المرجح أن تزيد من توتر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، بعدما حثَّ أردوغان، الألمان من أصل تركي على مقاطعة الأحزاب الكبرى في الانتخابات العامة المقررة الشهر المقبل.
المستشار السياسي السابق لوزارة الخارجية الفرنسية مناف كيلاني، قال في تصريح لـ"سبوتنيك" حول الأزمة التركية الأوروبية: الحزب الحاكم حاليا في تركيا، يعلم تماما منذ وصوله إلى السلطة، أنه "برنامج خيالي وغير واقعي على الإطلاق"، لذلك أردوغان وحزبه من البداية ركز على الناحية الداخلية في سياسته، أكثر من الجوانب الخارجية، ومنها ما يتعلق خصوصا بالاتحاد الأوروبي.
وتابع: "في هذه الأحوال الأتراك لم يعولوا منذ وصول حزب العدالة والتنمية للحكم على الدخول للاتحاد الأوروبي"، وهم بنظرة واقعية جدا يريدون أن "يوظفوا هذا التصعيد من الطرف الأوروبي والمتوسطي كذلك لصالحهم"، لأمور تتعلق بالسياسة الداخلية التركية.
وأكد أن دخول تركيا للاتحاد الأوروبي أمر غير واقعي على الإطلاق، أيا كانت الشروط والحجج والذرائع، "فالاتحاد الأوروبي —كما يصفونه- نادي مسيحي، وأي دولة ولو أوروبية ذات أغلبية أو حتى أقلية مسلمة فاعلة، فلن تدخل الاتحاد الأوروبي".
وأوضح أن: الواقعية السياسية تفرض على الساسة أي كان حزبهم الالتفات إلى محيطهم الطبيعي، بتحسين "العلاقات مع دول الشرق الأوسط ومع روسيا إيران"، وبعد ذلك النظر إلى أبعد من ذلك، وهي العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، الذي هو نفسه يعاني من أزمات داخلية، "لا تسمح له على الإطلاق بقبول انضمام أي دولة أخرى على الأقل خلال السنوات المقبلة".
وقال المحلل السياسي مناف كيلاني:
"تركيا ليست بحاجة لأوروبا كما هو الحال بالنسبة لحاجة دول اليورو لأنقرة"، لأننا نعلم أن تركيا هي بوابة رئيسية في مسألة الهجرة، ولذلك ساسة أوروبا يجب عليهم توطيد علاقتهم مع أنقرة، والتي هي ليست علاقة برود أو فتور، لكنها علاقة واقعية.
وأوضح أن "تركيا الآن في موقع مسيطر في الشرق الأوسط"، وروسيا لها علاقات طيبة معها، وكذلك إيران، ولها وضع خاص بالنسبة للشمال السوري على الأقل، وبذلك "الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تركيا التي لن تستجدي على الإطلاق".
وأشر إلى أن: اللاعب التركي محترف ويملك عدة مفاتيح، والاتفاق التركي الأوروبي المتعلق بـ"الحد من الهجرة" لم ينفذ حتى الآن، و"تركيا بدأت تفقد صبرها في البنود المتعلقة بها، لذلك هذا الاتفاق ولد ميتاً ولا يطبق، وهو ورقة تلاعب بها تركيا الجانب الأوروبي".
وأكد مناف كيلاني أن أوروبا ستكون لها تصرفات ثنائية مع الجانب التركي، لن يكون هناك صوت موحد أوروبي، "لأن المصالح التي تحكم السياسات الخارجية لكل بلد على حد لا تتلاقى دائما فيما يتعلق بالطرف التركي"، بخلاف أن "هناك علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية، لا ننسى أن تركيا لا زالت عضوا بمنظومة الناتو وجميع دول الحلف بحاجة إليها".