وصُنعت تلك الغواصة، وهي الغواصة الحربية الأولى في العالم، خلال الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقامت برحلتها القتالية الأولى والأخيرة في 17 فبراير/شباط 1864 حينما هاجمت سفينة USS Housatonic التابعة للقوات المعادية التي قاتلت القوات الفدرالية. وحقق الهجوم النجاح، حيث غرقت السفينة المعادية بعد خمس دقائق. إلا أن الغواصة لم تعد إلى قاعدتها. فقد غرقت في وقت سريع.
وبقي مكان هلاك الغواصة مجهولا حتى عام 1995 عندما تم العثور عليها في مكان يبعد بضع مئات من الأمتار عن مكان غرق سفينة USS Housatonic. وفي عام 2000 تم انتشالها من قاع البحر.
وفوجئ الخبراء وقتذاك باستحالة كشف سبب هلاك الغواصة. فقد بدا جسمها سالما، فيما ظل أفراد طاقمها في مواقع العمل. وأظهر فحص رفاتهم أنهم لم يكونوا مصابين برضوض.
ومن أجل كشف "أحد أعظم أسرار التاريخ الأمريكي" صنع فريق البحاثة من جامعة ديوك نموذجا مصغرا من الغواصة المنكوبة، وأجروا عددا من التجارب التي تضمنت تفجير متفجرات بقوة متفجرات أواسط القرن الـ19 تحت الماء قرب نموذج الغواصة. وتم قياس الضغط داخل الغواصة بعد كل تفجير.
وصرحت الباحثة ريتشيل لانس بأن بحارة الغواصة المنكوبة قتلتهم موجة صدمية نجمت عن انفجار الوعاء المملوء بالبارود في مقدمة الغواصة.