وتموضع جنود الجيش في التلال والمواقع التي استرجعوها، وعملت وحدات الهندسة في الجيش على تفجير المفخخات والقنابل التي خلفها تنظيم "داعش" الإرهابي، وبدأ الجيش التحضير للدخول إلى المربع الأخير الذي كان يسيطر عليه تنظيم "داعش" الإرهابي بحيث لم يتبق أمام الجيش سوى تمشيط مساحة 20% من الأراضي والتأكد من خلوها من أي عبوات ناسفة أو تفجيرات.
كل موقع وتلة كان لها دور في المعركة، والبداية كانت من تلة "عقاب العش" التي كانت تعد مركزا استراتيجيا للتواصل فيما بين أفراد تنظيم "داعش" كونها مفتوحة على ثلاث جهات، عرسال وادي الخشن ومراح درب العرب، وقال مصدر عسكري لــ"سبوتنيك" إن مهمة الجيش كانت احتلال هذا المركز لقطع التواصل فيما بينهم، انطلقنا الساعة الثالثة فجرا سيرا على الأقدام، والمهمة كانت صعبة لأننا كنا تحت مرأى العدو، وفتحنا سلاح الدعم الناري عليهم، بوقت كانت هناك مجموعة تتسلل علينا من الوراء، استطعنا القضاء عليهم من خلال حصرهم في بقعة جغرافية، وعملنا على إزالة الألغام والعبوات من المنطقة".
والموقع الثاني كان "رأس الكف" وعملية الرمح بخاصرة العدو، حيث بدأ الجيش بالهجوم على مرتفع "تلة الخنزير" ومرتفع "عقاب خزعل"، ويعتبر أول هجوم قامت به وحدات "المشاة السادس" و"فوج التدخل"، و"المجوقل" و"المكافحة" و"القوة الضاربة"، وتم احتلال هذا المرتفع الذي شكل مفاجأة لـ"داعش"، ويقول مصدر عسكري: "لم يكن "داعش" يتوقع أن يحدث التفاف عليه من الجنوب باتجاه الشمال، والجهد الرئيس "لداعش" ودشمه مدخلها من الشرق ومدافع باتجاه الغرب حيث كنا متموضعين، ولكن المناورة التي قام بها قائد المجموعة العملياتية كانت التفاف بشكل مفاجئ على العدو وأخذ مجموعة تلال، ونتابع جهدنا للوصول إلى باقي التلال، لذلك تضعضع العدو".
وأضاف:"رأس الكف" أهم مركز لـ"داعش" في الجرود، وباحتلال هذه التلة نكون قد قضينا على العدو وباقي المراكز تكون ضعيفة، ولكي نصل إلى هذه التلة توجهنا بالآليات ولكن واجهنا صعوبة بالطريق واضطررنا إلى توقيف الآليات والتوجه سيرا على الأقدام لتفتيش التلة والسيطرة عليها".
كذلك "معبر اللذابة" كان له دور بارز في المعركة، كما يقول مصدر عسكري: "كانت مهمة "فوج التدخل" استرداد المعبر والقضاء على الإرهابيين وإجبارهم على الانسحاب، وعندما اشتد الضغط على "داعش" حاولوا إرسال الانتحاريين على دراجات نارية ولكن تم تفجيرها عن بعد، وأجبرهم الجيش على الانسحاب وتسليم المعبر".
وقال العميد فادي داوود في حديث لـ"سبوتنيك" إن نقاط القوة لدى الجيش اللبناني هو التفاف الشعب حول المؤسسة العسكرية، والغطاء السياسي، وتوق العسكريون للقيام بمهماتهم وإثبات حقهم في الدفاع والاستشهاد دفاعا عن أرضهم".
وأضاف:"جيشنا مؤهل للقتال، نحن لا نقاتل جيوش دول، ولكن لدينا اليد العليا، جيشنا قاتل في "مخيم نهر البارد"، ولديه تجارب لأنه عسكر مقاتل ولديه خبرة قتالية، ولدينا التفوق الجوي والدقة النارية اللازمة، لدينا نيران المدافع والدبابات والمضادات، ولدينا الأسلحة، مؤكدا أن الجيش يمتلك المعرفة وحسن اختيار المناورة الأمثل، وحسن القيادة الفضلى".
وردا على سؤال حول خلو الجرود من الإرهابيين قال داوود: "نفذنا المهمة بنجاح، ونحن مستمرون في استكمال عمليات التنظيف والتطهير، ولا يمكن أن نقول أن الأرض نظيفة إلا عندما نفتش كل الأرض".
وأشار مصدر عسكري لـ"سبوتنيك" أن مهمة الجيش في الجرود الآن تتركز في الحفاظ على الحدود وعدم السماح بحدوث أي تسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية، والعمل على تنظيف المنطقة من الأفخاخ والعبوات الناسفة.