إن معطيات حروب المياه والطاقة، وبشكل خاص الغاز الطبيعي، مازالت قائمة، وتشير إلى التهديد الأمني الذي سيعصف بالعراق، عقب الهزيمة العسكرية التي لحقت بتنظيم "داعش".
وأوضح الخبير:
"داعش" يعاني الآن من حالة انهيار وانكسار في الإرادة القتالية، على مستوى إدارة التنظيم بعد أن خسر مواقعه الاستراتيجية وحاضنته الاجتماعية في سوريا والعراق، فضلا عن هزيمته في مسرح العمليات، التي دفعت عناصره لتسليم أنفسهم.
وعلق على مسألة تسليم الإرهابيين أنفسهم لقوات البيشمركة، تحديدا في العراق دون قوات الحشد الشعبي أو الجيش العراقي، وقال:
هذا يرجع إلى مرونة التعامل مع التنظيم، وبالتحديد من قبل إقليم كردستان، والتي تجري لإبرام صفقات معهم.
وأوضح الخبير الأمني، أن الهزيمة التي لحقت بالتنظيم، هزيمة عسكرية فقط، وسط بقاء التهديد الأمني له، فالتنظيم قادر على تحريك الخلايا النائمة التي لا تقل أهمية، أو خطورة عن التهديد العسكري.
وأردف:
الدليل على أن التحدي القادم هو التحدي الأمني، ما تبع انتصارات تلعفر، من خروقات أمنية في قلب العاصمة، التي تمثل عمق القرار السياسي العراقي، في رسائل واضحة من التنظيم الإرهابي كإثبات وجود له في مركز اتخاذ القرار السياسي، وأنه لا زال لديه القدرة على توجيه ضرباته في العمق العراقي.
وأكد على إمكانية ظهور التنظيم بشكل، واسم ومظهر مختلف، في الوقت القريب، وشدد، على أن التوازنات الإقليمية للدول الكبرى، لازالت حاضرة، إلى جانب حروب الطاقة والمياه والسيطرة على بوابات المياه الإقليمية، والتي لاتزال هي محاور التنازع الدولي، وبالتالي لابد أن نكون في حالة جهوزية كاملة، وأن لا تكون الهزيمة العسكرية التي لحقت بالتنظيم، "أداة ارتخاء لأيدي جنودنا الأبطالعلى زناد أسلحتهم".