يرى أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور أحمد عبدالجواد، أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحرك في الفترة الأخيرة لحشد الرأي العام العالمي ضد كوريا الشمالية، وتحاول أن تقود مجلس الأمن الدولي في اتجاه فرض حصار جديد على بيونغ يانغ، إلا أن الواقع يقول إن رؤية روسيا بشأن عدم وجود بديل عن الحل الدبلوماسي، ستفرض نفسها في النهاية.
وأوضح، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس 7 سبتمبر/ أيلول، أن الولايات المتحدة تدرك هذه الحقيقة أيضاً، ولكنها تحاول أن تدفع بيونغ يانغ إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات من موقع الضعف، لتكون مطالبها هي رفع الحصار عنها أو تخفيف القيود المفروضة عليها، بدلاً من التفاوض من موقع القوة، الذي قد يجعلها قادرة على فرض شروط لإيقاف تجاربها النووية أو تأجيلها.
وأضاف "لا أعتقد أن الطلب الذي رفعته الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأمم المتحدة، بمناقشة مشروع قرار بتجميد أصول رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وفرض حصار على منتجات بلاده النفطية، سيلقى قبولاً في أوساط الدول الساعية إلى حل الأزمة بالحوار، لأن هناك دولاً قوية وكبرى سوف تتصدى له وترفضه، وتحشد الرأي العام العالمي ضده، وفي مقدمتهم روسيا والصين".
واستبعد أن تتمكن أمريكا من الإضرار بكوريا الشمالية اقتصاديا، وذلك يرجع لعدة أسباب، من بينها أن استثمارات كوريا الشمالية غير مرتبطة بأمريكا أو بالدولار كما تفعل الكثير من دول العالم، بالإضافة إلى أن التعاون الكوري مع الدول المحيطة لن تتمكن الولايات المتحدة من التحكم فيه، بالإضافة إلى أن بيونغ يانغ وصلت إلى الاكتفاء الذاتي منذ فترة طويلة، وتغلق على نفسها حزام صارم.
وكانت الولايات المتحدة قد قدمت، أمس الأربعاء 6 سبتمبر/ أيلول، مشروع قرار أمام الأمم المتحدة، يتضمن تجميد الأصول المالية لكيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، وفرض قيود على القطاع النفطي لبيونغ يانغ، وذلك بغرض تشديد العقوبات على الدولة النووية، لتصبح أكثر صرامة، على خلفية إعلانها نجاح تجربتها النووية السادسة.