وبحسب ما نقلته وكالة أنباء "رويترز" قال المسلحون أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ودول مجاورة تدعمهما ومنها الأردن والسعودية طلبت منهم إنهاء القتال في المنطقة.
ونسبت "رويترز" هذا التصريح إلى جماعة مسلحة تدعى "أسود الشرقية" وجماعة أخرى تدعى "تجمع الشهيد أحمد عبدو" وهما جزء مما يسمى "الجيش السوري الحر"، وأكدوا على أن الدول الداعمة لهم طالبتهم بترك منطقة جنوب شرق سوريا والتقهقر ناحية الأردن.
ونقلت الوكالة عن المسئول في جماعة "أسود الشرقية" ويدعى بدر الدين السلامة قوله: "هناك طلب رسمي للانسحاب من البادية".وتتلقى جماعة "أسود الشرقية" مساعدات عسكرية من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. ويأتي هذا الطلب بعد التقدم الذي حققه الجيش العربي السوري في الأسابيع الأخيرة بجنوب شرق سوريا، وتمكنه من إعادة السيطرة على مجموعة من النقاط الحدودية مع الأردن والتي كان يسيطر عليها مسلحو "الجيش السوري الحر".
وقالت مصادر دبلوماسية غربية لرويترز إن الطلب مرتبط بقرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يوليو/تموز بوقف برنامج وكالة المخابرات بتجهيز وتدريب المعارضة السورية التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد.
وبدأ برنامج وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بمساعدة وتدريب مسلحي المعارضة السورية في عام 2013 في إطار محاولات الإدارة الأمريكية السابقة تحت قيادة باراك أوباما للإطاحة بالرئيس السوري. بينما تقول الإدارة الحالية بقيادة ترامب إن استراتيجيتها في سوريا تركز الآن على هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وبحسب الوكالة فإن القرار أثار سخط مئات المسلحين في الجماعتين واعتبروا أن الانسحاب إلى الأردن تفكيكا فعليا لقواتهما.
واعترض المسلحون على إنهما سيضطرون إلى تسليم المدفعية الثقيلة وعشرات من صواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع لعبت دورا في نجاحهم في المعارك ضد تنظيم "داعش".
وقالت الوكالة إن قادة الجماعتين المسلحتين اجتماع للرد على طلب الانسحاب، وقال السلامة "رفضنا الطلب وإذا دخلنا الأردن نعتبرها نهاية".
بينما قال سعيد سيف من جماعة "تجمع الشهيد أحمد عبدو": "قبلنا من حيث المبدأ لكن هناك مسائل وتطمينات نحتاجها. إلا أنه حتى الآن لم يتم الاتفاق على الانسحاب ومازال القتال مستمر".
ونقلت الوكالة عن مسلحون أنهم يريدون تطمينات من الأردن أن بإمكانهم ممارسة ضغوط لتمديد نطاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن وموسكو ليشمل البادية.