الأمير خالد هو ابن الملك السعودي سلمان ابن عبد العزيز، ويبلغ من العمر 28 عاماً، وهو الشقيق الأصغر للعاهل المستقبلي المفترض، وهو طيار مقاتل سابق له خبرة دبلوماسية قليلة. وتقول الصحيفة الأمريكية إن السنوات التسع التي قضاها ضابطا في سلاح الجو الملكي السعودي لا يمكن أن تؤهله إلى تمثيل مصالح بلاده في واشنطن.
وحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه خلال حفل العشاء الذي أقيم في جناحه في فندق سانت ريجيس في سان فرانسيسكو، تم تبادل الدعوة المصممة خصيصا لرحلته مع قميص فضفاض من قماش أكسفورد الأبيض والسراويل البحرية، وأصبح السفير الشاب يعي كيف تغير مساره الوظيفي فجأة.
وقال: "كنت أستيقظ وأتحقق من الطقس. الآن أستيقظ وأتحقق من الأخبار".
وانتهت جولة الأمير خالد الأميركية في أواخر الأسبوع الماضي في واشنطن. وتقول الصحيفة إنه سيعتمد على علاقاته الملكية لتعزيز التأثير الكبير الذي يتمتع به السعوديون في العاصمة الآن أكثر من أي وقت مضى. وبينما تصيب الحلفاء الأمريكيين الآخرين شظايا ترامب من البيت الأبيض، استعادت المملكة مكانتها كشريك موثوق به بعد ثمان سنوات صعبة مع إدارة أوباما.
وقال الأمير خالد "أعتقد أن العلاقة أقوى". وأضاف "إن الإدارة الحالية تفهم التهديدات المشتركة والمصالح المشتركة".
وأعلن ترامب الذي اختار الرياض كموقع لأول زيارة له في الخارج، في مايو / أيار، خططاً لبيع أسلحة بـ110 مليار دولار، وأشاد بالإسلام بأنه "واحد من أكبر الديانات في العالم".
Amb. Prince Khalid bin Salman, ex #RSAF F-15S pilot, visits the #Saudi Air Force F-15SA Advanced Eagle assembly line at #Boeing St. Louis. pic.twitter.com/l7GbA6EBh2
— محمد بن خالد (@MbKS15) September 8, 2017
ومنذ زيارته، اتفق ترامب علنا مع المملكة العربية السعودية في خلافها مع قطر، كما أدان الرئيس مرارا الاتفاق النووي الذي أقامته إدارة أوباما مع إيران على الرغم من وجود أدلة على أن طهران تمتثل للاتفاق.
وكان الأمير خالد، الأخ الأصغر الموثوق به لولي العهد البالغ من العمر 32 عاما، محمد بن سلمان، إلى جانب ترامب خلال زيارته للرياض، وعندما زار جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، مؤخرا الشرق الأوسط. وقال الأمير خالد إن "السعوديين يسيرون على الطريق الصحيح".
وبصرف النظر عن التركيز الشديد على تعزيز مصالح مملكته، فإن شباب الأمير خالد يجعله مثالا رئيسيا على نوع المسؤول السعودي الحديث الذي تريد المملكة إظهاره للجمهور الأمريكي. فهو يعرف طريقه نحو إنستغرام، ويتمتع بالرسوم الكاريكاتورية السياسية ويعبر عن اهتمامه بثقافة البوب الأمريكية.
وقال مراقبون في السفارة الأميركية إن وصول الأمير خالد إلى واشنطن سيساعد على تعزيز المعلومات التي تتدفق بين البيت الأبيض والسفارة ويساعد على بناء علاقات سلسة.
وحسب "نيويورك تايمز"، فقد ألقى رامي خوري، وهو كاتب عمود ومدير سابق لمعهد عصام فارس للسياسة العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، محاضرة خلال دورة هارفارد التي استمرت أسبوعين حول الأمن الوطني والدولي في الخريف الماضي. وكان الأمير خالد أحد الطلاب.
وقال خوري إن العلاقة السعودية مع الولايات المتحدة كانت أكثر هشاشة مما كان ينظر إليها — وشبه ذلك بـ"مصارع السومو الذي يمشي على حبل مشدود". وأضاف خوري: "إنها علامة على الأوقات التي يكون فيها الملك السعودي لديه أطفاله فجأة في مواقع يتمتعون فيها بمؤهلات صفرية تقريبا، كما أن ترامب يقوم بنفس الأمور. ولذلك فإن علينا شد أحزمة الأمان".
وتقول الصحيفة الأمريكية إن الأمير خالد يواجه عقبات لا يمكن إنكارها في واشنطن.
Warm welcome to DC for new #KSA Amb. to USA, Prince Khalid bin Salman. Grateful for Saudi leadership in our @coalition to destroy #ISIS. pic.twitter.com/4yOClIYnV7
— Brett McGurk (@brett_mcgurk) July 23, 2017
وتضيف أنه بصرف النظر عن الرحلات إلى كابيتول هيل والزيارات الهادئة إلى عدد قليل من المطاعم في جورجتاون، حافظ الأمير خالد على مستوى ظهور منخفض في واشنطن، ويفضل استضافة الزوار في مجمعه الفخم الذي يطل على نهر بوتوماك في ماكلين، حيث يعيش مع زوجته واثنين من الأطفال الصغار.
وقال أندرو إكسوم، وهو صديق لأمير خالد ونائب مساعد وزير الدفاع السابق لسياسة الشرق الأوسط في إدارة أوباما، إن خلفية السفير العسكرية — بما في ذلك الوقت الذي يقضيه في برامج التدريب في قواعد القوات الجوية الأمريكية في ميسيسيبي وتكساس ونيفادا — أنتجت نوعا مختلفا من المسؤولين السعوديين. وقال إكسوم: "كان يعيش حقا في أمريكا، وليس على السواحل".
وقال إكسوم إن جزءاً من مهمة الأمير خالد، هو تغيير الصورة النمطية الأوسع للمملكة بين الأمريكيين، وأن هذه الصورة لا تساعدها حقيقة أن أغلبية الخاطفين في 11 سبتمبر/ أيلول كانوا سعوديين.
السفير السعودي في واشنطن خالد بن سلمان: العلاقة الاميركية #السعودية أقوى. الادارة الاميركية الحالية تعي التهديدات والمصالح المشتركة. pic.twitter.com/OwdLs2xPsm
— Zaid Benjamin (@zaidbenjamin) September 13, 2017
وقد قدمت الحكومة السعودية مؤخرا التماسا لإلغاء قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، وهو قانون صدر عام 2016 يسمح لأفراد أسر ضحايا 11 سبتمبر/ أيلول بمقاضاة المملكة على الهجمات.
ووضع الأمير خالد مشروع القانون، المعروف باسم جاستا، باعتباره تهديدا للعلاقة الأمريكية السعودية، وبالتالي يشكل تهديدا للأمن القومي. وقال "أعتقد أن الحكمة ستنتصر في نهاية المطاف". وأضاف "أعتقد أن الناس في الولايات المتحدة يدركون أن هذه العلاقة مهمة جداً بالنسبة إلى أمريكا وهي مهمة جداً لمكافحة الإرهاب".
Watch new @SaudiEmbassyUSA Ambassador HRH Prince Khalid bin Salman take the Oath of Office in front of @KingSalman: pic.twitter.com/pAmz25lEsH
— Arabian Veritas (@ArabianVeritas) April 25, 2017
وقد عولت القيادة السعودية الشابة الكثير على رؤية عام 2030، وهي خطة لتنويع الاقتصاد والتحديث البطيء. إلا أن الرياح المعاكسة الرئيسية تشمل قضايا اجتماعية، ولا سيما الحظر السعودي على القيادة للنساء. وقال الأمير خالد إنه "متفائل" بأن ولي العهد سيمنح المرأة حق القيادة عندما يكون ملكاً.
ويقول أصدقاء الأمير أن شبابه قوة. وقال الكابتن محمد العجمي الضابط في سلاح الجو السعودي الذي قال إنه طار عشرات الطلعات في اليمن وسوريا مع الأمير خالد في مقابلة إن صديقه كان متواضعا وحيويا.