وقال مدير الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، خلال حفل المعرض الذي افتتح في بيت الجمعية التاريخية الروسية بموسكو، إن "عميل الاستخبارات السوفيتية فيلبي كان رجلا ذات مصير مدهش وتمتع بمهنية احترافية رهيبة وفائقة ومن أعلى الدرجات في العالم".
وأضاف: "اختار فيلبي طوعا التعاون مع المخابرات السوفيتية، استنادا إلى معتقدات يسارية مناهضة للفاشية، ولم يشعر بالأسف على ذلك أبدا، ولا حتى مرة واحدة".
ويعتبر فيلبي من أخطر رجال الاستخبارات الذين عرفتهم البشرية في القرن العشرين، بحسب ما كشفت الوثائق، وكانت حياته سرية تماما، لكنه خلف أثرا ساطعا في تاريخ قرن بكامله.
تلقى فيلبي جوائز من الدكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو، والملكة البريطانية إليزابيث الثانية، وصافح مستشاري أدولف هتلر وترقى في سلم العمل في المخابرات البريطانية، وكان مع كل هذا عميلا سوفيتيا بدوافع عقائدية وأفكار راسخة في قلبه وعقله وضميره.
عمل فيلبي في مكتب بمبنى "م.آي 6"، في منتصف الخمسينات، وكان يُطلِع بصفة منتظمة الاتحاد السوفييتي على تصرفات واستراتيجية الأمريكيين والبريطانيين. وبدأت الشكوك حوله ابتداء من عام 1951، بشأن تجسس مضاد يقوم به دونالد ماكلين وغاي بورجيس، صديقي فيلبي اللذين سيعلمهما هو نفسه بصفته زعيم خلية التجسس السوفيتية، الذي أطلق عليها الـ "كا جي بي" (الهارفرديون الخمسة) نسبة لتخرجهم جميعا من جامعة هارفارد العريقة، في الوقت المناسب بمراقبتهما. فيلوذان بالفرار إلى موسكو، لكنهما ومن هناك سيدحضان بالمرة كل الشكوك حول فيلبي.
وتعتبر محاولة فيلبي تقويض الأمن الغربي على نحو مستمر وبلا هوادة، أخطر ما قام به، فقد أصيب الرأي العام الغربي بالصدمة، حين علم أن كل عمليات التجسس البريطانية ضد السوفيات كان محكوما عليها بالفشل التام بسبب إطلاع فيلبي للسوفيات على كل تفاصيلها مسبقا.
وتم تعيين فيلبي كضابط اتصال في عام 1949، بين الاستخبارات البريطانية ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي كان قد جعله يقف على كل الخطط التي تدبرها الوكالة ضد موسكو، وساعده على إبلاغ السوفيات بأسماء الجواسيس الأمريكيين والبريطانيين الناشطين ضدهم.
وكان خبراء شؤون الاستخبارات الغربيين يعتقدون أنه لو لم يتم الكشف اختراقات فيلبي وتجسسه لصالح السوفيات، الذي اضطره للهرب إلى موسكو، فإنه كان سيتولى منصب مدير جهاز الاستخبارات البريطانية في الخارج في الوقت المناسب.