وكان الجيش اللبناني خاض معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، خلال شهر آب/أغسطس الماضي، في إطار ما سمي بعمليات "فجر الجرود" من الجهة اللبنانية من الحدود مع سوريا، والتي ترافقت مع عمليات موازية خاضها "حزب الله" والجيش السوري من الجهة السورية للمنطقة الحدودية.
وانتهت المعارك بسيطرة الوحدات المهاجمة على معظم مناطق سيطرة "داعش" على جانبي الحدود، ما فتح المجال أمام اتفاق بين "حز ب الله" والإرهابيين على انسحابهم إلى محافظة دير الزور السورية، في مقابل الكشف عن مصير عسكريين لبنانيين تم أسرهم خلال العام 2014، وتسليم عدد من أسرى وجثث لعناصر من "حزب الله".
وقال قائد الجيش اللبناني إن "العمليات التي خضناها ضد الارهاب كانت اكثر من ناجحة بكل المعايير على مستوى السرعة والتنسيق والتكامل بين كافة القوى العسكرية، وقد حققنا الهدفين الأساسيين للمعركة، وهما دحر الارهابيين ومعرفة مصير العسكريين [الذين وقعوا في الأسر]، فهنيئا هذا النصر التاريخي".
واشار قائد الجيش اللبناني إلى أن "اللبنانيين هبوا، خلال المعركة وبعدها، لاحتضان الجيش، وقد اشتعلت بهم ساحات الوطن، وانتصر الجيش فانتصرت به الدولة، ولكن لا يزال امامنا الكثير من العمل ضد الخلايا الارهابية في البلاد والذئاب المنفردة، وقد بدأت سلسلة توقيفات، وستتلاحق، ضد كل من يثبت تورطه بالاعتداء على الوطن".
ودعا قائد الجيش اللبناني الوحدات العسكرية لمواجهة "إرهاب الدولة التي تقوم به اسرائيل، وخرقها للقرار 1701"، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في شهر آب/أغسطس عام 2006، والذي أنهى الحرب الإسرائيلية على لبنان، مضيفا "لقد عززنا انتشار الجيش في الجنوب وحرصنا على التعاون مع [قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان] اليونيفيل".