ومضى قائلا "المشهد الحالي يقول إن الحكومة العراقية تتبنى خيار الدبلوماسية الوقائية، التي تعتمد على الحوار لإيجاد حل لنزاع قائم، وهذا الحوار تكون أبعاده محلية وإقليمية ودولية، وقد حدث هذا بالفعل".
وأضاف قائلا "انتهت تلك الحوارات بإرادات دولية ممثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وهذه كلها تأتي في إطار الدبلوماسية الوقائية وصناعة السلام".
وأشار إلى أن الخطورة ستظهر في حالة "عدم تفاعل الإقليم مع الحوار الجاري، لأن هذا سيدفع المنظمة الدولية لوقف النزاع المحلي بنشر قوات دولية.
وأوضح أن هذا من الخطورة التي تهدد سيادة العراق وأمنه ووحدة أراضيه ووحدة الشعب، وتجنبا لحدوث ذلك يجب اتخاذ جملة من الإجراءات منها توسيع تفويض رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة من جانب البرلمان لرفع حالة الطوارئ، وتمكينه من اتخاذ قرارات بإقالة المسؤولين في بعض المحافظات.
والأمر الآخر، فإن الإقليم إذا قبل بالحوار فإنه يطلب من الحكومة العراقية تحديدا سقف زمني للانفصال الناعم بالتوافق، وهو ما لن تقبل به الحكومة، والأمر الأخطر أن إجراء الاستفتاء يمهد أيضا للانفصال.
وأوضح قائلا "في تقديرنا أن هناك نوع من الالتفاف على الوقت من جانب الإقليم، للوصول إلى الاستفتاء".
وأكد الشريفي، أن القرارات التي اتخذتها الحكومة بناء على تفويض البرلمان والمحكمة الاتحادية تعد ملزمة للإقليم، وإن لم ينصاع لها يعد متمردا على الدستور والقانون، ومبدأ الفصل بين السلطات، ومن لا يمتثل للقانون فهو فوق القانون أو خارجه، وتلك هى إحدى الوسائل التي استخدمتها الحكومة، ولا نراهن على المواقف الإقليمية لدول الجوار، والتي قد تغير مواقفها نتيجة لمصالحها السياسية والاقتصادية.
وفي حالة ما إذا تم إجراء الإستفتاء في الخامس والعشرين من سبتمبر/ أيلول الجاري، علق الشريفي، أن خيار الحرب المباشرة سيكون صعب جدا، في ظل الأوضاع الحالية التي ترسم المشهد العسكري والأمني في الموصل وكركوك.
وتابع قائلا
"هناك انتشار كبير جدا للبشمركة يتغلغل في كل مناحي الحياة في تلك المحافظات، والأجهزة الحساسة في كركوك يسيطر عليها البشمركة".
وحول ظهور بعض المطالبات من فصائل عراقية تسير في طريق المطالبة بالاستقلال، قال الشريفي، "إذا ما جرى استفتاء كردستان واستقل الإقليم، فلن يصمد العراق، وهو ما يعني أيضا عدم صمود سوريا، وعدم صمود سوريا والعراق سيمثل ذلك رأس مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم المنطقة".
وأضاف قائلا إن عموم المنطقة الآن يتم تصنيفها بأنها "رخوة"، وربما ستكون تلك هي الشرارة التي ستشعل المنطقة، والدول الكبرى لا يعنيها سوى مصالحها في المقام الأول، وربما سترسم خريطة "سايكس —بيكو" جديدة، فالوضع خطير جدا، والخيارات صعبة أمام رئيس الحكومة العراقية.