الملك عبد الله الثاني، كان قد عقد في نيويورك، اليوم الأربعاء، مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ركزت على جهود تحريك عملية السلام، ومجمل التطورات على الساحة الإقليمية.
ويشارك الجانبان في أعمال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك.
وتم بحث ما يتعلق بالأزمة السورية، إذ جرى التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة، عبر مسار جنيف، تقبله جميع الأطراف في سوريا، بما يحفظ وحدة أراضيها وسلامة شعبها، وفي الإطار نفسه، تم التأكيد كذلك على أهمية اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا، حيث يمكن تطبيقه كنموذج في مناطق أخرى من سوريا.
بالإضافة إلى ما سبق، ركزت مباحثات الملك والرئيس الأمريكي، على جهود الحرب على الإرهاب، حيث أكدا على أهمية تكثيف هذه الجهود، إقليميا ودوليا، ضمن استراتيجية شمولية، للتصدي لهذا الخطر الذي يشكل تهديدا لمنظومة الأمن والسلم الدوليين.
واستعرض العاهل الأردني والرئيس الأمريكي، خلال المباحثات التي حضرها ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، آليات تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة في مختلف المجالات، وجرى التأكيد على الحرص على الارتقاء بمستويات التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا.
وخاطب الملك الأردني الرئيس الأمريكي قائلاً (بحسب الديوان الملكي الهاشمي):
أقدر عاليا دعمكم للأردن في هذه الأوقات الصعبة، والروابط الخاصة التي تجمع شعبينا، نحن نحارب جنبا إلى جنب، فالإرهاب شر عالمي وسوف نتغلب عليه، والأردن يقف إلى جانبكم.
بدوره، رحب الرئيس ترامب بالملك عبد الله، معربا عن تقديره للشراكة التي تجمع بين الأردن والولايات المتحدة، وقال ترامب إنه لمن دواعي فخري أن التقي جلالة الملك، الذي كان شريكا وحليفا منذ زمن طويل، وأعتقد أن العلاقة لم تكن أفضل مما هي عليه الآن.
وتابع الرئيس الأمريكي:
أود أن أشكرك، جلالة الملك، على كل ما تقوم به فيما يتعلق باللاجئين والاهتمام بهؤلاء الذين لا أحد يعلم ماذا كان سيحدث لهم لولاك. لذلك أريد أن أشكرك وأشكر كل من بذلوا الجهود معك، فأنت تقوم بعمل رائع.
وخلال المباحثات، التي حضرها كبار المسؤولين في البلدين، أعرب الملك عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة في المجالات الاقتصادية والعسكرية والتنموية، وتمكينها من التعامل مع التداعيات التي سببتها الأزمات في المنطقة.
وأكدت المباحثات ضرورة تكثيف الجهود المستهدفة تحريك عملية السلام عبر إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وشدد جلالته على أهمية دور الولايات المتحدة في حث الإسرائيليين للتعامل بجدية مع هذه الجهود.
وفي هذا السياق، أكد العاهل الأردني أن عدم التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، استنادا إلى حل الدولتين، يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، ويغذي العنف والتطرف في الشرق الأوسط.