وبالابتعاد عن المدح أو الانتقاد، تبقى ميركل المرأة، السياسية التي ترأست لمدة 12 عاماً أحد أكبر البلدان الاقتصادية في العالم وفي الاتحاد الأوروبي.
وكما في السابق، احتلت ميركل المركز الأول في لائحة "فوربس" كأكثر النساء تأثيراً في العالم لعام 2016، ابنة القس البروتستانتي التي تقود حزب الكاثوليك الألمان.
وكتب المؤلف السياسي الأسبوعي سبيغل ألكسندر أوزاتغ، الذي يعرف المستشارة على مدى عدة سنوات، والذي أراد أن يعرف بالمستشارة أنغيلا ميركل، العديد من المقالات، منها التقرير الذي صدر أخيرا "المرأة في الكهرمان"، "أنغيلا ميركل لا تتحرك بعد الآن، كما أن استطلاع الرأي حول ترشيحها يذكرنا بدكتاتور أفريقي، أما مارتن شولتز فقدم خطة تتألف من 10 نقاط والتي لم تكن إشارة جيدة نهائياً، عندما يقدم الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني خطته الاقتصادية الاستراتيجية الاجتماعية المؤلفة من 10 نقاط، وهذا يعني النهاية".
ابنة القس هورست كاسنير، من جمهورية ألمانيا الديمقراطية، ومن خلال الناس الذين يعرفونها، في عمر الـ 62 تتوجه إلى تخطي الرقم القياسي الشخصي الجديد، وهو أن تبقى المستشارة الألمانية للمرة الرابعة على التوالي، الشيء الذي أتيح فقط لهيلموت كول وكونراد أديناور.
ولدت المستشارة المستقبلية كما يسمونها الألمان، في 17 تموز /يوليو عام 1954، بهامبورغ في عائلة قس من الكنيسة الإنجيلية من البرليني، هورست كاسنير. في الأعوام الدراسية انضمت أنغيلا كاسنر إلى المنظمة الرائدة المسماة باسم الزعيم الشيوعي الألماني إرنست تالمان، ثم انضمت إلى اتحاد الشباب الألماني الحر "كومسومول".
ودرست المتميزة كاسنير الفيزياء في الجامعة المسماة باسم كارل ماركس، وتعرفت في عام 1974 على التلميذ أولريش ميركل وتزوجت منه عام 1977. وتحدثت المستشارة عن أنها شاركت بشكل ضعيف خلال أعوام الدراسة السابقة بالحياة السياسية، لكن أحد المؤرخين لحياة المستشارة أنغيلا ميركل أكد أنها كانت مسؤولة في اتحاد الشباب الألماني عن "الدعاية والتحريض" وانضمت ميركل إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي عام 1990، وفي نفس العام عين رئيس مجلس الوزراء الألماني الأخير، ميركل نائبة للمكتب الصحفي الحكومي. وفي عام 1991، أصبحت ميركل وزيرة للشؤون النسائية والشباب. أما في عام 1994، فتولت منصب وزيرة البيئة في حكومة كول.
وتبعاً للرعاية التي قدمها كول لتلميذته، وصفت ميركل بسرعة "بابنة كول"، لكن الانتخابات في عام 1998 انتهت بهزيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وخسر كول أمام الديمقراطي الاجتماعي غيرهارد شرودر، أما في تشرين الثاني / نوفمبر 1999، شاعت ضجة شهيرة حول التمويل غير الشرعي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، واتهم كول بتحويل غير قانوني لمبلغ 2.1 مليون مارك الماني، ليعترف بمقابلة تلفزيونية يوم 30 تشرين الثاني /نوفمبر عام 1999، بوجود مكاتب "سوداء" للحزب، معلناً مسؤوليته عن تمويل الحزب الخاطئ، ولكنه رفض ذكر اسم الراعي.
ونشرت صحيفة "فرانكفورت اللغيمينين زيتانغ"، في 22 كانون الأول /ديسمبر 1999، مقالة لميركل، دعت فيها المستشارة زملاءها بالحزب للابتعاد عن كول، الذي تزعم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لمدة 25 عاماً، وكتبت ميركل بأن كول يسبب أذى للحزب.
وكتبت السياسية: "المستقبل يمكن بناؤه على الأساس الحالي"، كما أن الحزب "يجب أن يتعلم ويثق بنفسه وأن يواجه الأعداء السياسيين في المستقبل".
وانتُخبت ميركل عام 2000 رئيسة للحزب. وفي 22 تشرين الثاني /نوفمبر عام 2005، أصبحت المستشارة الألمانية.
لا تتحدث ميركل علناً عن حياتها الشخصية مع زوجها الثاني، وهو الأستاذ البروفسور الكيميائي والفيزيائي يواخيم زاور، ولكن الصحافة تنشر أحيانا بعض الصور من رحلات استجمام مشتركة للزوجين، في الجبال، ويملك الزوجان شقة في الخدمة الفدرالية الاستشارية وشقة في مركز برلين أمام متحف بيرغامون، ومنزل ريفي في شرق برلين.