كانت كل التوقعات جيدة للمهرجان، بعد إعلان أسماء فريقه، ولكن مع اقتراب الفعاليات، أحس الجميع بوجود أزمات، ظهرت على السطح بشكل واضح مع حجوزات الطيران ومع معلومات المهرجان التي تم إخفاءها بشكل غريب، مثل لجنة التحكيم، والضيوف، وكأنها أسرار عسكرية، حافظ عليها المنظمون حتى تم إعلانها ليلة الافتتاح.
الافتتاح كان عجيبا، بدايته مع الممثل أحمد فهمي، الذي حاول أن يستهزيء بالممثل الشاب محمد رمضان، ونجم الغناء عمرو دياب، وكذلك النجم السينمائي أحمد السقا، ولذلك انتشرت منشورات على الفيس بوك انتقادا لـ"ثقل ظله".
وانتقل الافتتاح إلى مرحلة تقديم المهرجان، فلم نجد معلومة جديدة قدمت في الكلمات، وظلت عفوية آل ساويرس، سميح ونجيب، هي السمة الأساسية للحفل، والتي انتقلت لأداء عادل إمام على المسرح لحظة تكريمه، وكذلك على الناقد السينمائي الكبير إبراهيم العريس، المكرم الأول في "الجونة".
رغم الإبهار الواضح، والرقم الكبير الذي تم صرفه في المهرجان، إلا أن عقلية الشركة المنظمة تسببت في أزمات ضخمة مع الصحفيين، بسبب حرمانهم من دخول حفل الافتتاح، مما جعل بعضهم يصدرون بيانا لمقاطعة الفعاليات، وحجز بعضهم على حسابه للمغادرة إلى القاهرة، بعد حوار حاد مع مدير المهرجان، انتشال التميمي بعد الافتتاح.
الجونة السينمائي امتلك فريقا متميزا من مدير بخبرة كبيرة في مهرجاني روتردام العربي وأبوظبي، والمخرج أمير رمسيس المدير الفني، ولكن إدارة عمرو منسي وشركته، جعلوا المهرجان يعيش في جزر منعزلة، وذلك تسبب بأزمات كثيرة، أكبرها كانت التفرقة بين الفنانين والإعلاميين في التعامل، وتوزيع الضيوف على عدة فنادق، مما منع الجميع من معرفة ضيوف المهرجان ومقابلتهم.
المركز الصحفي كذلك لم يستطع القيام بمهامه، بسبب غياب الدعم من المنظمين، وحتى رغم وصول إيميل للصحفيين، لمساعدتهم في تحديد مواعيد مع الضيوف، لن تجد من المركز الصحفي مساعدة، بسبب انشغال أفراده بحل أزمة الجميع مع التنظيم.
حضور الافتتاح كان السبب في الأزمة الأكبر والأوضح، الإدارة التنظيمية للمهرجان دعت كل من هب ودب، حتى وصل الأمر لدعوة أشخاص ليس لهم أي علاقة بفن السينما، بخلاف دعوة قلة من الصحفيين والنقاد، ومنع الباقين، وذلك ما جعل ثورة الصحافة أكبر بكثير، ما جعل نقابتهم تتدخل وتعرض إرسال حافلة لنقلهم إلى القاهرة.
لا أستطيع التعامل مع "الجونة السينمائي" على أنه بذرة فاشلة، فلا يمكن التعامل معه بمستوى مهرجانات "تحت السلم"، ولكنه مشروع ضخم جداً ومهم، يستحق المتابعة، وتفهم أخطاء البدايات، وإن وصل بعضها لخطايا.
الجونة مشروع محترم فنيا، به الكثير من الأزمات التنظيمية، ظهرت خلال يومين فقط من بدايته، يستمتع الجميع ببرنامج جيد، ويختنق الجميع من تنظيم متداعي، نتمنى أن يراجع الفريق نفسه، لمعالجة ذلك خلال الدورة الأولى، والدورات التالية.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)