مشاحنات فمضايقات تصل إلى القتل…
يقول الصحفي، جعفر ميا، المتخصص في المنطقة الجنوبية الغربية ومحافظة القنيطرة لـ"سبوتنيك"، إن 4 شبان ممن دخلوا في مجال المصالحة في مزرعة بيت جن كانوا قربان الفشل لهذه التسوية، حيث قام فصيل مبايع للنصرة ومتواجد في بيت جن بإعدامهم داخل منطقتهم، ما دفع بالأهالي والمسلحين لرفض التسوية والعودة بالبلدة كما غيرها من البلدات في أقصى الريف الدمشقي إلى العمليات العسكرية.
الشروط التي قدمتها دمشق لـ "مزرعة بيت جن" والتي يتواجد بها عدد كبير من المدنيين كانت مشابهة لغيرها من التسويات، تفضي بنهاية المطاف إلى خروج من لا يرغب بالتسوية اتجاه الشمال السوري وتسوية أوضاع الباقين وتكليفهم بحماية البلدة المتاخمة لبيت جن التابعة إداريا لمنطقة قطنا جنوب غرب دمشق.
وأشار ميا إلى أن "بيت جن ومزرعة بيت جن وبلدة مغر المير هي بالكامل يسيطر عليها مسلحون تابعون لجبهة النصرة وفصائل مقاتلة مبايعة للنصرة بالتوازي مع سيطرتهم أيضا على منطقة التلول الحمر التي يستهدف من خلالها المسلحون بلدة حضر التابعة للقنيطرة".
ضربات مركزة من الجيش السوري وسط معوقات من إحراز انتصار
ومع التهديدات المتواصلة لمسلحي النصرة لباقي البلدات بأقصى الريف الدمشقي شن الطيران الحربي السوري ضربات عنيفة سمع دويها معظم أحياء العاصمة لاسيما المناطق الجنوبية والغربية، علماً أن هذه الضربات كانت تُشن فقط من قبل الطيران المروحي، لتكون التحليقات التي جرت يوم أمس الثلاثاء هي الأولى من نوعها التي ينفذها سلاح الجو السوري عند الشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة.
وتركزت الضربات، بحسب مصدر عسكري لـ "سبوتنيك"، باتجاه مواقع قوات جبل الشيخ، وذلك رداً على استهدافهم لقرية دربل المؤيدة للحكومة السورية لاسيما بعد أن رفضت القرية البيان الذي نشرته القوات على صفحات التواصل الاجتماعي تطالب فيها دربل بعدم التعامل مع الحكومة السورية، وذلك لكون ديموغرافية المنطقة قريبة من ديموغرافية "قمحانة" بريف حماة.
وتابع المصدر أن الضربات طالت مراكز قيادة من جهة ومراكز يجري فيها التنسيق بين جبهة النصرة وإسرائيل، وشدد المصدر على أن ضربات مركزة تم توجيهها نحو نقاط تجمع جبهة النصرة في بلدة مغر المير التي تعد مركز قيادة النصرة وسط هجوم من قبل عناصر الجيش السوري انطلاقا من محور حرفا وحينة ودربل، باتجاه مغر المير وبيت جن ومزرعتها.
وبيّن المصدر لـ "سبوتنيك": "أن ما يعيق تقدم الجيش هو جغرافية المنطقة الصعبة المليئة بالمغاوير والكهوف، لذلك كان الاعتماد الكبير على بلدة مغر المير كمركز قيادة حتى لو أنها أصغر مساحة بباقي البلدات، علماً أن بلدة مغر المير تعتبر أول بلدة تخرج عن سيطرة الدولة السورية في المنطقة عام 2012.
ثلاثة آلاف مسلح من النصرة قبلوا تسوية من نوع آخر
لفت مصدر خاص لـ "سبوتنيك" أن تعداد المسلحين التابعين للنصرة يصل إلى 3 آلاف مسلح منتشرين في عدد من بلدات القنيطرة وريف دمشق، بمركز قيادة في بلدة مغر المير، هم أبرز الرافضين للتسوية وعدم الخروج من المنطقة وذلك لأسباب متعلقة بتنسيق متبادل مع الجانب الإسرائيلي.
الخطة التي رسمت للمنطقة في بداية سنوات الحرب السورية تحديداً بين عامي 2013 و 2014 هي وصل مناطق سيطرة النصرة ببعضها، من الزبداني ومضايا ووادي بردى مع الحدود الفاصلة بين ريف دمشق والقنيطرة وصولا إلى القلمون الغربي، لكن هذه الخطة لم تنجح بسبب عمليات التسوية التي بدأت نهاية 2016 واستمرت في العام الحالي على العديد من المناطق السورية.
هذه الخطة لم تكن فقط بنية المسلحين فقط، بل باتت اليوم هدف الجيش السوري ليفرض سيطرته الكاملة على ما تبقى من أجزاء على الشريط ذاته إما بتسوية كما جاراتها أو بعملية عسكرية تشابه سيناريو خان الشيح بضغط ناري ومن ثم إجبار المسلحين على التسوية.
يقول أحد الناشطين في القنيطرة "أبو عساف" إن الدعم الذي وصل إلى الفصائل المسلحة من قبل إسرائيل هو العائق الكبير أمام التسوية التي باتت خارجة من يد النصرة، لأن هنالك تنسيق مباشر فيما بينهم تحديدا المسلحون المتواجدون في بلدة بيت جن امتداد سفوح جبل الشيخ.
وبيّن أبو عساف أن هنالك 700 مسلح ينتمون إلى قوات جبل الشيخ وتجمع الحرمون بايعوا النصرة ويمتدون ضمن عدة قرى في جبل الشيخ تبدأ من كفر حوَر — بيت يما — بيت سابر — مغر المير — بيت جن ومزرعتها.
لم يخرق الاتفاق، الضربات من داخل مناطق خفض التصعيد إلى خارجها
وأشار مصدر لـ"سبوتنيك": "لم يتوقف الأمرعند هذا الحد بل وصلت التهديدات إلى داخل القنيطرة نفسها بين بلدتين قريبتين بالدم حتى وهما خان أرنبة وجباتا الخشب، لكن الخلاف الذي صُعد ناريا في الآونة الأخيرة ليس من أجل ناقة كما جرى بحكاية البسوس بين قبيلتي بكر ووائل، بل من أجل بلدة موالية للحكومة السورية وأخرى معارضة.
وتابع المصدر أن عدم انصياع خان أرنبة لمطالب المسلحين في جباتا الخشب عرضها مراراً لضربات صاروخية شبيهة بما جرى في دربل بريف دمشق، اليومين الماضيين، من راجمات صواريخ على الشريط الحدودي، حيث لم يكتف الجار بجاره ليصل إلى أبعد من ذلك كي لا يتم توجيه أصابع الاتهام إلى المسلحين بأنهم خرقوا اتفاق خفض التصعيد.