وأشارت الكاتبة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكن خلال العامين الماضيين من تحقيق العديد من المكاسب أولها، أنه خلق تصورا لروسيا كقوة عظمى تلعب دور الوسيط وتلقى اعترافا دوليا كبيرا بمبادرتها الأخيرة لوقف إطلاق النار في الجنوب الغربي لسوريا، كما أصبحت روسيا وإيران وتركيا بمثابة ضامنين لوقف إطلاق النار.
ولفتت المحللة السياسية إلى أن مناطق خفض التصعيد لديها إطار وقائي أضعف من ذلك الموجود في المناطق الغربية من البلاد، وقد نشرت روسيا قوات لمراقبة وقف إطلاق النار.
وقالت بورشيتشيفسكايا إن بوتين خالف ما توقعه الرئيس الأمريكي أوباما في 2015، من "سقوط روسيا في المستنقع السوري"، حيث تمكن الرئيس الروسي بنجاح من تنفيذ أهداف الحملة العسكرية، والآن ها هو يخرج عسكريا بعد استقرار الوضع وفي الوقت نفسه عزز النفوذ الروسي هناك.
إلى جانب هذا عزز التدخل الروسي من مبيعات الأسلحة باستخدام سوريا كموقع لاختبار الأسلحة، كما تتطلع شركات الطاقة الروسية، بعد استقرار الوضع في سوريا، إلى المشاركة في إعادة بناء البنية التحتية للبلاد، حسبما ترى الكاتبة.
المكسب الآخر الذي تحقق، بحسب بورشيتشيفسكايا، هو التقارب الحادث في العلاقات بين روسيا وإيران، وهو ما سيلقي بظلاله على السياسة الأمريكية في المنطقة، حيث يثير هذا التحالف معارضة الغرب.
وترى المحللة السياسية أن ما حدث في سوريا عزز موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين داخليا، ومع اقتراب إجراء انتخابات الرئاسة في روسيا، فقد يدعم ذلك بوتين بقوة إذا ما قرر المنافسة.
وحول العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، قالت المحللة السياسية إنه أمر مفاجئ أن يكون السفير الروسي لدى واشنطن في الفترة التي تصل فيها العلاقات بين البلدين إلى أدنى نقطة منذ الحرب الباردة هو أناتولي أنتونوف، والذي وضعه الاتحاد الأوروبي على قائمة عقوباته فيما يتعلق بأوكرانيا، والذي قال أثناء تقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس الأمريكي في سبتمبر/ أيلول الجاري: "من جهتي قلت إنني أتطلع إلى تحسين العلاقات بين بلدينا".