بينما سارع مكتب التحقيقات الفدرالي، وعلى غير العادة، بنفي ذلك حيث لم ير، من وجهة نظره، أي علاقة بين الرجل الأمريكي والتنظيم الإرهابي.
وهنا يدور في خاطري عدة أسئلة، تحيرني في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان أيقن أن المجتمع الدولي ككل والولايات المتحدة خاصة، يقوم على نظام الكيل بمكيالين.
حيث عند الاشتباه بمجرم من جذور إسلامية، وبمجرد الاشتباه فقط، تبدأ الطاحونة الإعلامية الغربية بالترويج لهجوم إرهابي ولضلوع مباشر لتنظيم "داعش" فيه، بدون أي تحقيقات أولية تشير إلى خلفية الجاني والسبب الذي دعاه إلى فعلته هذه. وهناك العديد من الأمثلة على ذلك، حيث من فترة وجيزة تم الكشف عن منفذ الهجوم الإرهابي في برشلونة، إدريس، حيث بعد تنفيذ الهجوم بوقت قليل لم يتجاوز الساعات، تم الإعلان عن هجوم إرهابي، يقف وراءه شخص مسلم وتم معرفة سيرة حياته الكاملة، كما تم عرض صورة له. ولكن هنا يكمن السؤال، لماذا لا نشاهد شريطا مصورا للحظة القبض على "الإرهابي" المزعوم أو لحظة قتله، وفي كثير من الأحيان يتم إلقاء القبض عليه، وبعدها يتم طي الصفحة بدون محاكمته علنا أو الإشارة عما حل به.
بينما وفي الطرف الآخر، عندما يتم الهجوم من قبل أشخاص، لا يمتون للإسلام بصلة، أو أشخاص لديهم جذور أوروبية، تبدأ الجهات المعنية بالترويج للحادث على أنه حادث عرضي قام به شخص مختل عقليا!!
من وجهة نظري، أرى جميع هذه الهجمات إرهابية بغض النظر عن خلفية منفذ الهجوم، لأنها موجهة ضد أناس أبرياء لا علاقة لهم بالأمور والنزاعات السياسة الحاصلة بين الدول. وفكرة أن بعض الأشخاص "المختلين عقليا" يحق لهم عمل مثل تلك الأفعال دون ردود فعل دولية وإقليمية، لا أتقبلها بأي شكل، لأن ذلك يصب بمصلحة بعض الأطراف التي تريد زعزعة المجتمع الإسلامي وزيادة الهوة بينه وبين العالم الغربي.
وهنا السؤال الأخير، من المستفيد من وراء كل ذلك، وهل فعلا كان تنظيم "داعش" وراء جميع الهجمات السابقة التي أعلن مسؤوليته عنها، أم كان فقط يتبنى أي عمل إرهابي حول العالم من باب الدعاية لنفسه؟