القاهرة- سبوتنيك. وقال الخالدي في حديث حصري لـ"سبوتنيك":
الأوضاع والوقائع على الأرض إقليميا ودوليا تغيرت كثيرا منذ العام الماضي وحتى اليوم، العلاقة بين السعودية وروسيا لم تعد محصورة في مجال الطاقة، فموسكو الآن لاعب أساسي وكبير في المنطقة. والسعودية وروسيا لهما مواقف مشتركة في الحرب ضد الإرهاب واتجاه الأزمات والمشاكل الإقليمية خاصة في سوريا واليمن.
وأمل الخالدي أن تعود هذه الزيارة بالإيجابيات على الشعب السوري، وأن يكون لها دور في كف العبث الإيراني في المنطقة.
وأضاف الخالدي:
هذه هي أول زيارة لملك سعودي لروسيا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار السعودية في 2007، ولكن زيارة بوتين لم ترد، وبالتالي توجد دلالات كثيرة لهذه الزيارة، خاصة مع زيادة التوتر في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة مؤخرا، ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية لقطر في أزمتها الأخيرة مع دول الخليج.
وأضاف الخالدي:
يبدو أن السعوديين باتوا يعترفون بالانتصارات التي تحققها روسيا على الأرض في سوريا، ويبدو أن روسيا أيضا باتت تعترف بأهمية الاتفاق مع السعودية لتدفع بمسارات جنيف وآستانا، وقد ينتج عن ذلك تقارب في وجهات النظر بين روسيا والمملكة العربية السعودية وحلحلة الاختلافات الجادة بين الإثنين في ما يخص سوريا.
وعلق الخالدي على مؤتمر الرياض للمعارضة السورية المزمع عقده قريبا قائلا:
نأمل أن يكون لقاء الرياض القادم، لقاء ناجحا كونه يتطلع لتحقيق مطالب الشعب السوري والعمل عليها، وأن يكون هناك تأييد روسي واضح للعملية السياسية والدفع بها في اتجاه الجدية والحل عبر الضغط على الأطراف المعرقلة من قبل محور السلطة.
وأشار الخالدي لزيارة أردوغان لإيران بقوله أن تلك الزيارة تصب في هم مشترك لدى البلدين بالدرجة الأولى هو المشروع الكردي.
واعتبر الخالدي أن أردوغان ذاهب إلى إيران وهو يريد الوصول إلى اتفاق معها حول طريقة الرد على استفتاء كردستان، الذي ألقى بظلاله على الأجندة الأصلية للزيارة والتي لم تكد تخرج عن محاربة الإرهاب والتعاون العسكري ضد "داعش".
وزار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء طهران، فيما بدأ العاهل السعودي أمس زيارة تاريخية إلى موسكو.
وأوضح الخالدي:
ما نعانيه أولا وأخيرا في سوريا هو بسبب إيران. ولكن يبدو لي أن هذا الموضوع ليس هو الأولوية القصوى لهذه الزيارة التي كانت متوقعة في الأساس أن تحدث في آب/ أغسطس الماضي. ما نريده من أردوغان في هذه الزيارة أن يقوم بما يخدم السلم والأمن الدوليين، وهو تعزيز عوامل الاستقرار في سوريا، وإلا فالنتائج ستكون كارثية على إيران وسائر دول المنطقة.
واعترض الخالدي على الغارات الروسية الأخيرة على "جبهة النصرة" في إدلب قائلا:
نرحب بالحرب على الإرهاب، ولكن هناك أساليب كثيرة للحرب على الإرهاب، وليس فقط العمل العسكري الذي حتى اللحظة لم يولد سوى غضب من الشعب على بشاعة الصور والقصف الذي يطال المدنيين، ومن أهم الأسلحة في مكافحة الإرهاب إلغاء الاستبداد الذي هو منشأ الإرهاب وداعمه ومحاربته بالفكر.