وأضاف:
أبدى الملك سلمان اهتمامه بالعرض الروسي، لحرصه على تجنيب المنطقة ويلات حرب، وفي اليوم التالي خرج على الإعلام بعد لقائه برئيس الوزراء دميتري ميدفيديف، ليعلن أنه بحث مع الرئيس بوتين فرص تحقيق السلام والاستقرار بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، وأن أزمات اليمن وسوريا، تتطلب توقف إيران عن سياساتها التوسعية والالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام الأعراف والقوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وتابع، البعض اعتبر أن حديث الملك سلمان في إطار الحديث العام، ولم يدرك كثيرون أن الملك بحديثه كان يرسم الخطوط العريضة للحل من اليمن إلى سوريا، وأن ما جاء بكلمته، كان ردا على عرض روسي تقدم به الرئيس بوتين خلال اجتماعهما، حيث أطلق بوتين فكرة المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر الآن، وساهم بترتيب عودة الرئيس سعد الحريري للبنان، ووجد أن الفرصة مواتية للعب دور الوسيط بين السعودية وإيران، والبحث في معادلة ذهبية تنهي الحرب في سوريا واليمن.
وأردف أن بوتين المتحالف عسكريا مع إيران، ويخوض معها في سوريا حربا ضد "داعش" و"جبهة النصرة"، وجد قواسم مشتركة تجمعه مع السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، لم يطرح صفقة القرن على الملك سلمان إلا بعد إدراكه أن الولايات المتحدة تستنزف الجميع في اليمن وسوريا، وأن ترامب لا يبحث عن حل سياسي، خاصة أنه المورد الرئيس للأسلحة، كما أن إيران تخوض صراعا مريرا مع السعودية وحلفائها، ولديها خسائر مادية وبشرية.
ولفت إلى أن عرض الرئيس بوتين للملك سلمان لم يتوقف عند السعوديين، بل إن نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، اجتمع في اليوم التالي، أي نهار الجمعة 6 أكتوبر/ تشرين الأول، مع السفير الإيراني لدى روسيا مهدي سنائي، ووضعه في أجواء المبادرة الروسية، والذي بدوره نقل العرض الروسي إلى قيادته في طهران.
واختتم المحلل السياسي نضال السبع، حديثه بالتأكيد على أن بوتين نجح في الحصول على موافقة الطرفين، على اعتماد مبدأ الحوار، وأن هناك أجواء إيجابية تلقاها الجانب الروسي، وما كان نائب الوزير ميخائيل بغدانوف أن يعلن رغبة موسكو بالتوسط، إلا بعد حُصوله على ضوء أخضر من بوتين، الذي وَجد قبولا مبدئيا لمثل هذا التحرك من الملك سلمان والقيادة الإيرانية.