حاورناه في مهرجان الإسكندرية، مع حصول السينما السورية على 4 جوائز من مسابقات المهرجان المتوسطي المختلفة، وتحدث لـ"سبوتنيك" عن طموحات مؤسسة السينما، وخطة إنتاجاتها المقبلة.
في البداية تحدث مراد شاهين عن توليه مؤسسة السينما السورية في فترة أزمة مالية وفي ظل الحرب المستمرة على الإرهاب، وذكر أنه ضمن الإمكانيات المتاحة للمؤسسة يرى أن لها دور محوري وأساسي في هذه المرحلة يتفرع إلى شقين: الأول هو توثيق بشكل أو بآخر للحرب التي تمر بها سوريا لتكون شاهد حي على ما جرى في سوريا للأجيال القادمة لأن السينما ذاكرة لا تموت، حتى يستطيعوا معرفة ما جرى خلال هذه الحرب مثلما نرى اليوم في أفلام الحرب العالمية الثانية ما حصل خلالها.
وأوضح شاهين أن الشق الثاني: هو من أجل الحفاظ على الهوية السورية ومحاربة الفكر الظلامي، من خلال القوى الناعمة التي تتمثل بالثقافة بشكل عام وبالسينما بشكل خاص، حتى يتم الحفاظ على هوية الإنسان السوري الثقافية، والإرث الحضاري لسوريا، في وجه الفكر الظلامي والتكفيري الذي يقوم بالحرب عليها.
وحول خطورة تصوير بعض الأفلام في مناطق حديثة التحرر وقريبة من نقاط الاشتباك مثل فيلم (الأب) للمخرج باسل الخطيب، ذكر شاهين أنهم يؤمنون كل المستلزمات اللوجستية، أثناء التصوير في مناطق قريبة من المناطق الحامية، من أجل سلامة وأمن المجموعات الفنية.
وأشار شاهين إلى أن دورهم هو القيام بواجبهم، فإذا أردت أن تصنع التاريخ لابد أن تكون شريك فيه بشكل أو بآخر، وهو يري أن المؤسسة تشارك من خلال هذه الأفلام بصناعة تاريخ سوريا الغد.
وأكد أنه حتى هذا اليوم، لم تحدث أي إصابة أو مقتل أحد أفراد فرق العمل الموجودة، ولكنهم يؤمنون بشكل دائم هذه الفرق من خلال دوريات مرافقة، ومن خلال الاتصال بالجهات الأمنية والسؤال الدائم عن مناطق التصوير التي يختارها المخرج وتأمينها بشكل أو بآخر.
وحول معدل الإنتاج السوري حاليا أوضح مراد شاهين أن المؤسسة العامة للسينما تنتج نحو4-5 أفلام طويلة في السنة، بخلاف 30 فيلم قصير ضمن مشروع دعم سينما الشباب، و10 أفلام قصيرة احترافية.
وعن نقص السينما الوثائقية في ظل الحاجة لتوثيق الجرائم التي تحدث على الأراضي السورية وتوثيق تحرير الأراضي في هذا التوقيت، قال إنه يوجد أفلام وثائقية يتم تصويرها، وهناك جزء وثائقي يقوم بتنفيذه التلفزيون السوري، والمؤسسة لديها مجموعة أفلام وثائقية، واحد من الأفلام الوثائقية الذي سيصور قريبا فيلم عن حلب وآثارها، وهناك فيلم عن مدينة تدمر الأثرية، وفيلم ثالث عن حمص وآثارها، وكيف تم التعامل معها.
وذكر مراد شاهين في حواره عن الأزمة المالية وتأثيرها على إنتاج المؤسسة، أنه كان هناك إعاقة في بعض الأماكن، ولكنها استطاعت اجتيازها، كون المؤسسة الجهة الوحيدة التي تنتج سينما في سوريا فهي تعمل بأعلى من طاقاتها بكثير، موضحا أن هناك حالة رضى عن المستوى والجودة التي تظهر فيه هذه الافلام.
وحول الأزمات التي تواجه المؤسسة العامة للسينما السورية في عملها داخل سوريا وخارجها ذكر أنه لا يوجد أزمة بشكل واضح، ولكن دائما تطمح مؤسسة السينما أن يكون المستوى المادي في عملية الإنتاج كافي ومريح، بطبيعة الحال كون هناك أولويات لدى الدولية بحكم الأزمة فيوجد هناك نقص في عملية التمويل للأفلام السينمائية من حيث الأجور.
وحول عدم وجود مساحة للمنتج الخاص في سوريا، قال مدير المؤسسة العامة للسينما أن دور المؤسسة أن تشجع الانتاج الخاص في السينما، ولكن المنتج الخاص يفكر بالدرجة الأولى بالربح، واليوم في ظل غياب دور العرض حيث تم تدمير معظمها في المحافظات التي كان فيها المسلحين، فهذا يحول دون إقدام المنتج الخاص على هذه الخطوة.
وأضاف شاهين أن المؤسسة تحاول القيام بخطوات تشجيعية للمنتج الخاص ليبدأ العمل قليلا في المجال السينمائي، وتوقع أنه خلال خمس سنوات سيكون القطاع الخاص شريك موازي للقطاع العام في الإنتاج السينمائي السوري.
وحول وجود نية للمؤسسة في زيادة الإنتاج، أكد شاهين أنهم يعملون منذ فترة على هذا الموضوع، والأهم من زيادة عدد الأفلام هو خلق كوادر وتأهيلها بكافة المجالات، في ظل غياب المعهد العالي للسينما الذي سيتم افتتاحه العام المقبل.
وأوضح أن المؤسسة تعمل منذ 4 سنوات على تأهيل الكوادر لكافة المهن السينمائية في سبيل زيادة الانتاج السينمائي، ومؤخرا تم فتح ورشات سينمائية لكتابة سيناريو الفيلم الطويل للشباب، بإشراف كبار الكتاب في سوريا، حتى يتم إعداد جيل جديد من الشباب القادرين على صياغة سيناريو لفيلم سينمائي طويل.
وتمنى شاهين أن يتخرج كل عام 2-3 أشخاص قادرين ومسلحين بهذه المعرفة، اي أن يكون كل واحد منهم قادر على كتابة سيناريو فيلم روائي طويل، وبذلك يتحقق انجاز كبير.
وأوضح مراد شاهين أن هناك دبلوم للعلوم السينمائية يعنى بتدريس الاخراج والتصوير السينمائي، وهناك مشروع دعم سينما الشباب لمعرفة مدى الموهبة، حتى يتم فرز شباب موهوبين ومسلحين بالعلم، فالموهبة وحدها لا تكفي وكذلك العلم وحده لا يكفي، بحيث نستطيع تطوير أدوات الشباب حتى يصلوا لمرحلة يكونوا قادرين على اجاز افلام روائية طويلة.
وحول وجود خطط تطوير لمشروع دعم سينما الشباب، قال إن أول ثمار هذا المشروع، هو فيلم سيتم تصويره في بداية شهر ديسمبر مقسم لأربعة قصص متصلة كل منها نصف ساعة، سيقوم بإخراجه مجموعة من الشباب الذي تميز في مهرجان سينما الشباب.
وأكد أنه من الممكن جدا، زيادة خطة دعم الشباب في الفترة المقبلة، حينما يتم اكتشاف مواهب جديدة تبحث لها عن دور في عالم السينما.
وأشار مراد شاهين إلى أنه تحدث مع المسؤولين في مصر منذ حوالي 8 أشهر، لإنتاج عمل مشترك واحد على الأقل سنويا، ما بين الكتابة والاخراج وطاقم الممثلين، ونتمنى أن يكون السيناريو برعاية مصرية، حتى يكون هناك عمل يتساوى مع التحديات الراهنة للبلدين، اي ان يقوم بعمل السيناريو كاتبين من البلدين لصياغة سيناريو من روح اللحظة التي تعيشها البلدين.
وأوضح شاهين أنه تواصل مع رئيس اتحاد النقابات الفنية المصرية عمر عبدالعزيز، ونقيب السينمائيين المصريين مسعد فودة، وهم يخاطبون سيناريست مصري من أجل المشروع، والتواصل مع سيناريست سوري لصياغة هذا السيناريو.
وحول إنتاجات المؤسسة لعام 2018 قال شاهين إنهم سينتجون 5 أفلام روائية طويلة، تم لحد الآن الانتهاء من كتابة أول 3 منها، والباقي قيد الكتابة.
وحول عدم وجود الأفلام السورية في مهرجانات عدة، ذكر أنه في بداية الازمة كانت القطيعة شبه شاملة، اليوم بدأت بعض المهرجانات بفك هذه القطيعة، مهرجان القاهرة مثلا كان أحد المهرجانات المقاطعة للأفلام السورية قبل مرحلة "السيسي"، ولكن منذ السنة الماضية عادت سوريا لمهرجان القاهرة، وتشارك هذا العام بفيلمي "مطر حمص" للمخرج جود سعيد، و"طريق النحل" للمخرج الكبير عبداللطيف عبدالحميد.
وأوضح أنه كانت لسوريا مشاركات بميونخ وسويسرا على هوامش المهرجانات المقامة هناك، وهناك مشاركة في مهرجان قرطاج بتونس نوفمبر المقبل، بخلاف الوجود الدائم في مهرجان. الانفتاح بدأ على الفيلم السوري وخلال عامين سوف نجد الفيلم السوري متواجد في كافة المهرجانات.