ويشمل برنامج المهرجان أهم الأفلام التي فازت بجوائز دولية، ليشكل فسحة لأفلام من الشرق الأوسط، تتناول قضايا سياسية واجتماعية في المنطقة. وتحضر قضايا الإرهاب والتطرف الديني واللاجئين وحقوق الفئات المهمشة بقوة في هذه الدورة، سواء في مسابقتيها للأفلام الوثائقية والقصيرة، أو في فئاتها الأخرى.
قالت مديرة المهرجان، كوليت نوفل، بأن المهرجان ولد عام 1997 في فترة إعادة الإعمار بعد نهاية الحرب الأهلية، انطلاقاُ من الرغبة في وضع لبنان على خريطة السينما، ليصبح المهرجان بفضل فسحة حرية التعبير المتاحة في لبنان، المنصة المثلى لصانعي الأفلام من أجل إيصال أفكارهم.
وستقام عروض المهرجان هذه السنة في سينما "متروبوليس أمبير صوفيل" في الأشرفيّة، ويُعرض في افتتاحه فيلم La Cordillera للأرجنتيني سانتياغو ميتري، بحضور المخرج وزوجته الممثلة في الفيلم دولوريس فونزي. وتدور قصّة الفيلم حول تداخل الشؤون الشخصية للرئيس الأرجنتيني هرنان بلانكو (ريكاردو دارين) مع قراراته السياسية.
اختتام المهرجان في 12 تشرين الأول سيكون بالفيلم التحريكي Loving Vincent للبريطاني هيو ويلتشمان والبولونيّة دوروتا كوبييلا، عن آخر أيام حياة الرسّام فينسنت فان غوغ قبل انتحاره، وقد استغرق العمل على هذا الفيلم سبعة أعوام وشارك فيه 125 رساماً من كل أنحاء العالم.
وتضم مسابقة الأفلام الوثائقية خمسة أفلام، بينها اثنان لمخرجين لبنانيين، أحدهما "فن مش فن" للبناني بيتر موسى، وهو وثائقي قصير عن الفنّ المعاصر صُوّر في معارض فنية في الإمارات العربية المتحدة، والثاني Water on Sand للبنانية الكنديّة نتالي عطالله، عن اللبنانيين في بلاد المهجر.
وتتميز المسابقة بحضور لافت للأفلام الخليجية، ومنها "فضيلة أن تكون لا أحد" للمخرج السعودي بدر الحمود الذي فاز بجائزة أفضل فيلم خليجي قصير في مهرجان دبي الدولي للسينما 2016، وبجوائز عدة أخرى، عن لقاء غير متوقع يجمع شاباً فقد عائلته مع رجل عجوز وأعور.
ومن قطر، فيلم "كشته" للمخرجة الجوهرة آل ثاني، عن خلاف بين شقيقين يؤدي إلى كارثة فيما كانا يتعلمان الصيد مع والدهما في الصحراء، وفيلم "غرفة الانتظار" للمخرجة هند فخرو عن قصة عائلتين من ثقافتين مختلفتين، تتقاسمان غرفة في المستشفى، وفيما الانتظار ثقيل، تنشأ صداقة بين امرأتين من العائلتين.
ومن البحرين، يشارك الفيلم القصير "متخَزبُق" للمخرج جعفر المدهون، عن شاب أمضى عاماً في البحث عن زوجة له بالطريقة التقليدية، لكنه قوبل برفض 12 فتاة الاقتران به.
ويشارك أيضاً فيلم "الاختيار" لإيمان السيّد من الإمارات العربية المتحدة، عن قصة فتاة توفي والدها الإماراتي فتزور الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى للالتقاء بعائلتها التي ابتعدت عنها منذ وقت طويل ولتسوية وضع ميراث والدها.
وتحضر الأفلام التركية في المسابقة، من خلال فيلم "Yolcu" (Passenger) للمخرج تشيم أوزاي، عن سائق شاحنة حصل على حضانة ابنه خلال وجود الأم في السجن، لكنهما اضطرا إلى الإقامة في الشاحنة، وفيلم Story of a Job Interview للمخرج ألكيم أوزمن عن صحافي عاطل من العمل، ترفض إحدى الصحف توظيفه، فيقرر أخذ رهينة من الصحيفة، إضافة إلى فيلم Toprak للتركي الفرنسي أونور يقيز، عن ولد في الثامنة من عمره، يترجم لوالديه اللذين لا يتكلّمان الفرنسية.
أما الحضور الإيراني، فسيكون من خلال فيلم "جاء ذلك الرجل على فرس"(آن مرد با اسب أمد) للمخرج حسين ربيعي، حيث يقع شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في حب ابنة جاره، ممّا يسبب صراعاً بين العائلتين. كذلك يشارك الفيلم الوثائقي الإيراني "فتاة في وسط الغرفة" (دختري در ميان) للمخرج كريم لك زادة، عن رجل عجوز يعمل في بيت للضيافة، ستزوره ابنته المقيمة في ألمانيا منذ عشرات السنين، ويخطط مع أصدقائه لهذا اللقاء. وفي البرنامج الفيلم الإيطالي Il Silenzio (The Silence) للمخرجة الإيرانية فرنوش صمدي ومواطنها علي أصغري، عن لاجئة كردية ووالدتها في إيطاليا.
ومن الأفلام التي تتنافس في المسابقة فيلم "وميض" للسوري عبد الرحمن دقماق، وهو قصة فتاة تترك المنزل بعد اكتشافها خيانة حبيبها لها، فيما يبذل الأخير قصارى جهده لاسترجاعها.
أما فيلم "5 أولاد وعجلة" للفلسطيني سعيد زاغة، والذي نال جائزة "السعفة" الفضيّة في مهرجان مكسيكو الدولي للسينما عام 2017، فيتناول علاقة أب بابنه والثقة بينهما.
ويتشارك المخرج الأمريكي جوناثان نوسيتر والمخرج والسيناريست الأرجنتيني سانتياغو أميغورينا رئاسة لجنة التحكيم التي تضم أيضاً المخرج اللبناني زياد دويري والممثلة الفرنسية فاهينا جيوكانتي.
ومن الضيوف المخرج جيانفرانكو روسي (الفائز بالأسد الذهبي في مهرجان البندقية والدب الذهبي في مهرجان برلين) الذي سيقيم في لبنان نحو سنة اعتباراً من نهاية تشرين الأول المقبل لتصوير فيلم عن أزمات المنطقة. ويحضر معه المهرجان كذلك المنتج السينمائي باولو دل بروكو، مدير قناة Rai Cinemaالتلفزيونية الإيطالية، والمنتجة دوناتيلا باليرمو، إضافة إلى نيكولا مارتازانو الذي يتولى إدارة معهد الفن المعاصر في لندن.
ويخصص المهرجان تحية للسينمائي الإيراني الكبير عباس كياروستامي "لتخليد ذكراه وتكريمه، من خلال عروض استعادية لستة من أهم أفلام الراحل، ووثائقي عنه، ويستضيف الممثل الإيراني هومايون إرشادي، الذي كان من أعز أصدقاء كياروستامي ومثّل في فيلمه "طعم الكرز"، إضافة إلى نجل الراحل أحمد كياروستامي، وعدد من أصدقائه وأعضاء مجموعة كياروستامي.