وذكر الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، أحمد عطا، أن هذه العملية تتفرد في شكلها واستراتيجيتها، فهي استمرارا لخطط ممنهجة لاستهداف مصر وعدم استكمال المرحلة الرئاسية، وما أدى إلى هذا الوضع هو انتشار تشكيلات مسلحة تحت مسميات مختلفة في منطقة العريش والشيخ زويد، وكلها بايعت تنظيم "داعش الإرهابي"، وتم الدفع بها عبر الحدود الشمالية الشرقية والحدود الغربية والحدود الجنوبية.
وقال عطا، لبرنامج ملفات ساخنة على أثير إذاعة "سبوتنيك"، إن هذه العملية فريدة من نوعها، بسبب أنها "تندرج تحت مسمى "المواجهة المباشرة"، في المثلث القاتل (العريش- رفح- الشيخ زويد)، سواء ولاية سيناء أو أنصار بيت المقدس أو اللجان النوعية المسلحة، كانت تنفذ من خلال ما يعرف بأسلوب "حرب العصابات، من خلال مواجهة الأكمنة أو التفجير عن بُـعد أو استهداف شخصيات عامة".
وأشار إلى اختلاف هذه العملية عن سابقاتها من حيث عدد الأفراد المشاركة فيها من العناصر التكفيرية المسلحة، وأول عملية يُـخطط لها في إطار استخباراتي عسكري، مع الأخذ في الاعتبار تحركات العناصر الإرهابية في شمال سيناء التي كانت تعتمد على أسلوب حرب العصابات.
وأكد عطا، أن هذه المنطقة ليست بعيدة عن ما يعرف بـ"محافظات جهنم"، التي تنتشر وترتكز بداخلها العناصر التكفيرية المسلحة التابعة لجماعة الإخوان، ومنها محافظة الفيوم، وهي أكبر محافظة بها شريحة من العناصر التكفيرية المتشددة، موضحاً أن قرب الفيوم من منطقة الواحات والدخول من خلال صحراء الوادي الجديد يسهل عملية الانتقال في هذه المساحة الشاسعة، وتم استهداف كمين الفرافرة العام الماضي.
وقال الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، "كان هناك تقييم للموقف بعد استهداف حافلة الأقباط في المنيا من قِبَل "المنصات القاتلة" كما يطلق عليها أجهزة استخباراتية مختلفة تابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، مع استهداف جهاز الأمن الوطني 15 عنصرا من اللجان النوعية المسلحة التي كانت تنفذ عمليات داخل القاهرة".
وأشار إلى أن تلك العناصر التي تدربت خارج مصر هي ما تبقى من عناصر تنظيم "داعش الإرهابي" بعد تراجعه وخسارته في العراق وسوريا، والتي تدربت بحسب مصادر على الحدود السورية التركية فيما يعرف بـ"معسكرات الهلال"، وتم تجهيزها في إطار استخباري عسكري، ما يعني أننا أمام أجهزة تدفع بمعلومات وترسم خطط لهذه العناصر ليتم تدريبها على خطط في مواجهات مباشرة وهذا هو الجديد والمؤلم في هذه العملية.