وفي هذا الصدد يقول الرائد عومير كرمي، الخبير العسكري في "جيش الدفاع الإسرائيلي"، إن طهران لديها مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة للانتقام من الولايات المتحدة، أولها: أن إيران قد تزيد مضايقتها للقوات البحرية الأمريكية في الخليج، حتى إنها قد تحاول احتجاز سفن تابعة للبحرية الأمريكية كما فعلت في العام الماضي.
وفي أواخر تموز/يوليو، اقتربت السفن الإيرانية من سفن البحرية الأمريكية مرتين، مما أرغمها على إطلاق طلقات تحذيرية نحو الإيرانيين. وكشف البنتاغون عن وقوع 35 حادثة من السلوك غير الآمن أو غير المحترف من قبل السفن الإيرانية في عام 2016، معظمها في النصف الأول من ذلك العام.
وأشار الخبير الإسرائيلي، عبر دراسة منشورة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى أنه بإمكان إيران احتجاز المزيد من المواطنين الأجانب بتهم "التجسس" واستخدامهم كأوراق للمساومة مع الولايات المتحدة. وقد تمّ استعمال هذا التكتيك بشكل متزايد ضدّ مواطنين أمريكيين خلال العام الماضي، وكانت أحدث فصوله سجن الطالب الأمريكي زيو وانغ الشهر الماضي.
ويضاف إلى أوراق إيران أن بإمكانها استخدام وكلائها في المنطقة لضرب القوات والقواعد الأمريكية بقذائف الهاون أو بالعبوات الناسفة. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يمكّن طهران من الوفاء بتهديداتها مع الحفاظ في الوقت نفسه على إنكارها وتجنّب أي تصعيد مع الولايات المتحدة. وقد يرفض بعض الوكلاء الامتثال لأوامر إيران، ولكن نظراً إلى العدد الكبير من الجماعات التي تدعمها الجمهورية الإسلامية، من المرجّح أن تجد طهران خلية منشقة متطرفة للقيام بهذه المهمة.
وكان وزير المخابرات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قد هدد اليوم الخميس، بأن بلاده مستعدة للجوء إلى عمل عسكري لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية أبدا، على هامش زيارته إلى اليابان، حيث يسعى لحشد الدعم لنهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر تشددا إزاء إيران.
وقال كاتس في مقابلة في طوكيو: "إذا لم تمنع الجهود الدولية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الأيام إيران من اكتساب قدرات نووية فستتحرك إسرائيل بنفسها عسكريا".
وكان ترامب، قد قال يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول، إنه لن يصادق على التزام إيران بالاتفاق الذي يحد من برنامجها النووي، والذي وقعه سلفه باراك أوباما، مما يعطي مهلة لمدة 60 يوما للكونغرس لإعادة فرض عقوبات على طهران.