إن هذه الدعوة تحت رعاية الشقيقة روسيا تعني أن الحرب في سوريا أوشكت على الانتهاء وكان يفضل أن يكون هذا الحوار في سوريا ولكن ربما كانت هناك جهات خارجية لا يروق لها ذلك، فأرادت روسيا أن تقطع عليهم حجتهم ودعت إلى إقامته في سوتشي.
وأشار الملحم أنهم لم يتلقوا من الجانب الروسي برنامج الدعوة الأساسي من الموضوعات المقترح مناقشتها، ولكن كما كان يلوح به منذ أسبوعين في دمشق حسب قوله كانت هناك محاور أساسية لهذا الحوار مثل الدستور والانتخابات وإعمار البلاد.
وأعرب الملحم عن رؤية كل السوريين بأن سوريا انتصرت من حيث أنها لم تقسم وأفسدت المخطط الرئيسي من هذه الحرب ولكنها غير مؤهلة في الوقت الراهن لإجراءات انتخابية أو إصلاحات دستورية ولكن بمجرد انتهاء الحرب تماما فيكفي الشعب السوري عام واحد ليكون جاهزا لهذه الاستحقاقات ولإعمار البلاد.
وأكد الشيخ نواف أن من يرفض هذه الدعوة هو من يحكم على نفسه بالعزلة عن الوطن ولن يقبلها إلا كل سوري وطني مخلص حريص على مصلحة سوريا، محذرا من المعوقات التي ربما تضعها الولايات المتحدة في طريق الذهاب إلى سوتشي.
ونفي الملحم أن يكون هذا الحوار منافسا لمحادثات جنيف قائلا:
إن هذا الحوار هو الميسر لجنيف فنحن نتحدث منذ قرابة الأربع سنوات عن جنيف وهنالك من المعارضات التي لا يعنيها إلا المكاسب السياسية ويراهنون على المسلحين من خارج سوريا وهم يجلسون في الفنادق، وليكن جنيف جاهزا لخارطة الطريق التي وضعها من خلال القرار 2254.
من جانبه قال عضو القيادة القطرية سابقا في حزب البعث العربي الاشتراكي خلف المفتاح، إن هذه الدعوة لاقت قبولا واسعا من أطراف سياسية وشعبية في سوريا لأنها تهدف إلى حوار وطني كان ضرورة ومطلبا سوريا قديما كان الرئيس السوري بشار الأسد قد دعا إليه سابقا، ولكن الآن ونظرا لأن الأوضاع الإقليمية والدولية أصبحت أكثر تقبلا للحل السياسي وتقدمت لغة العقل والسياسة تقدمت على لغة السلاح كما أن روسيا تحظى بقبول واسع من السوريين سواء الحكومة أومعارضة لم تحصل عليه دولة أخرى وعليه يمكنها إذا حصلت على توافق دولي أن تحقق نتائج متقدمة في طريق حل الأزمة السورية سياسيا بقوة الداخل السوري وليس بقوة الخارج.
وأكد المفتاح أن هذا الحوار يختلف عن جنيف من ناحية مساحة المشاركة التي ستكون أوسع في سوتشي فجنيف على حد قوله تختصر المعارضة السورية في مجموعات ترتبط بقوى خارجية وكأنها لا تريد حلا سياسيا عكس سوتشي وكلما كانت الوفود الحاضرة حسب وصفه ذات مصداقية وذات وزن اجتماعي وسياسي وكلمتها مسموعة كلما كانت الحوار معولا عليه في حل الأزمة.
وأشار المفتاح إلى ما تتمتع به روسيا من ثقل في الداخل السوري سياسيا وميدانيا يجعلها مؤهلة لأن تلعب دور الضامن لمخرجات هذا الحوار.