ووافقت الحكومة الروسية على برنامج "الاقتصاد الرقمي" الذي من المتوقع تنفيذه بحلول عام 2025 في يوليو/ تموز من العام 2017. وينص البرنامج على أن 97 بالمئة من المدن والقرى في روسيا ستحصل على إنترنت متطور بسرعة ليست أقل من 100 ميغا بايت\ثانية. كما أنه من المتوقع أن تظهر في روسيا حوالي 10 شركة في مجال التكنولوجيات العليا لفروع الاقتصاد الأساسية. كما سيبلغ حجم السكان الذين يمتلكون في "القدرات الرقمية" حوالي 40 بالمئة. كما أنه من المتوقع تقديم مشروع 5G خلال كأس العالم لكرة القدم في العالم المقبل.
ولكن ترى الصحيفة أن هذه الخطط تبدو صغيرة بالمقارنة مع خطة محمد بن سلمان الذي أعلن عن إنشاء مدينة نيوم، مدينة المستقبل. وتمتاز منطقة المشروع بخصائص مهمة، أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء بين المنطقة العربية، وقارات آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأمريكا.
وتقع المنطقة شمال غرب المملكة، على مساحة 26 ألف و500 كيلومتر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلومتراً، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع ألفين و500 متر. ومن المتوقع الانتهاء من البناء بحلول عام 2030. ويتطلع مشروع "نيوم" لتحقيق أهدافه الطموحة بأن تكون المنطقة من الأكثر أمناً في العالم، عبر توظيف أحدث التقنيات العالمية في مجال الأمن والسلامة، فضلاً عن تعزيز كفاءات أنشطة الحياة العامة، من أجل حماية السكان والمرتادين والمستثمرين.
وترى الصحيفة أن المملكة السعودية ليست قادرة على تنفيذ هذا المشروع الباهظ التكلفة والضخم وحدها، ولذلك تدعو المستثمرين من جميع أنحاء العالم ومن روسيا أيضا.
والجدير بالذكر أن مدير صندوق الاستثمرات المباشرة الروسي كيريل دميترييف كان أول من أكد استعداده للمشاركة في هذا المشروع. وبعد اللقاء مع بن سلمان أكد المسؤول الروسي أن صندوق الاستثمرات المباشرة ينوي المشاركة في تطوير مدينة "نيوم" وجذب المستمثرين من روسيا وبلدان أخرى والجامعات الروسية الرائدة.
ويخطط الصندوق لتخصيص عدة مليارات من الدولارات في المشروع السعودي الأمر الذي سيجعل "نيوم" من أكبر المشارع الأجنبية للصندوق من حيث حجم الاستثمار.
وتدرس مجموعة شركات "هيفيل" الروسية الشروط للمشاركة في مشروع بناء مدينة عالمية مبتكرة "نيوم" في المملكة العربية السعودية. وصرح المدير العام لـ"هيفيل"، إيغور شاخراي، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، بأن روسيا تستثمر جنبا إلى جنب مع الشركاء في مشروع بناء مدينة المستقبل.
ولكن لماذا لا تستطيع أن تنهض مدينة الحلم بدون روسيا، ولماذا يخصص المستثمرون الروس مليارات الدولارات من أجل الصحراء العربية وليس في مشروع "سكولكوفو"؟.
ترى النائب الأول لنادي المدراء الماليين الروسي تامارا كاسيانوفا أن بناء مدينة المستقبل خطر كبير بالنسبة لروسيا ولا تستطيع روسيا أن تعمل ذلك حاليا. ويرى الخبراء الروس فائدة محتملة للمشاركة الروسية في إنشاء مدينة المستقبل في الصحراء. وقال المحلل في مؤسسة "تيلي تريد" بيوتر بوشكاريوف، إن روسيا تعمل على اختبارات علمية في مدينة "سكولكوفو" بينما يمكن لروسيا أن تستخدم خبرتها العملية في "نيوم" وعرض إمكانيات العلم الروسي أمام المجتمع الدولي.
ويرى مدير قسم "Private Solutions Сastle Family Office" في روسيا أندريه دياتشينكو أن "نيوم" ستجذب الشركات الكبرى من جميع أنحاء العالم التي ستجئ ليس بخبرتها فقط، بل بالأشياء المتقدمة الكثيرة. وقال الخبير إنه من الممكن اعتبار مشاركة روسيا في مدينة "نيوم" كرحلة القيصر الروسي بطرس الأكبر إلى هولندا وليس كتخصيص الأموال فقط".
وانتهى المقال بأن السعودية وعلى لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير دعت المجتمع الدولي إلى إلغاء العقوبات المفروضة على روسيا. وصور هذا اللاعب الدولي كأهمية كبيرة. ويعد التوافق مع هذا البلد مهم جدا بالنسبة لروسيا في الوقت الحالي وذلك في ضوء المواجهة السياسة الاقتصادية مع الولايات المتحدة.