وإليكم نص الحوار:
سبوتنيك: بداية سيد نضال.. كيف تقيم قوة الموقف الروسي فيما يتعلق بالأزمة السورية؟
السبع: يمكننا القول الأن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يمسك منفردا بكل الخيوط السورية، ويتحكم بها من بعد، معتمدا على حاجة الأطراف السورية والإقليمية إلى دوره الأمني والعسكري والسياسي فى سوريا، خاصة بعد استفحال ظاهرة الإرهاب الذي تفشى في أوروبا ودول العالم.
سبوتنيك: ما هي قراءتك لأهداف موسكو من مؤتمر الحوار السوري؟
السبع: موسكو في رأيي، تأمل من مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية، أن يتفق السوريون فيما بينهم على أجندة جديدة، تنقل سوريا من مرحلة الصراع العسكري على الأرض إلى تنافس سياسي في أروقة البرلمان، وذلك عبر تحويل فكرة الانتقال السياسي التي سادت خلال فترة الحرب، إلى اتفاق على حكومة وحدة وطنية تشمل الحكومة السورية الحالية بقيادة الأسد مع المعارضة السورية، من خلال تطبيق فكرة التشاركية وليس الإقصاء، كما أن مؤتمر سوتشي سيناقش بند الإصلاح الدستوري والانتخابات البرلمانية والرئاسية.
سبوتنيك: كيف تقرأ التوقيت الذي طرحت فيه موسكو فكرة المؤتمر؟
السبع: هناك قناعة في موسكو أن الولايات المتحدة غير جادة في إيجاد حل عبر مفاوضات جنيف، ولا حتى في أستانا، ولو أن الولايات المتحدة معنية بالمفاوضات لكانت شريكة في آستانا، لقد وضعت الولايات المتحدة جنيف كملهاة للحكومة السورية والمعارضة، ومشروعها الحقيقي هو دعم انفصال الشمال السوري، من يتمعن فى الخريطة سرعان ما يكتشف أن تواجد القواعد الأمريكية في الشمال، طبعا هذا لا يعني أن موسكو تخلت عن مفاوضات جنيف، بالعكس تماما، موسكو تعتبر أن سوتشي سيكون عاملا مساعدا لعملية جنيف ومسار أستانا، ولكن بنفس الوقت موسكو لن تشارك في جنيف إلى أبد الآبدين، إنها تنتظر من المجتمع الدولي وستيفان دي ميستورا وضع آلية حقيقية لإنهاء الحرب السورية العبثية.
السبع: منذ اليوم الأول والموقف الروسي واضح لصالح وحدة الأراضي السورية، والحديث الذي ورد في كلمة الرئيس فلاديمير بوتين عن الشعوب فيه خطأ بالترجمة، والدليل على صحة كلامي ما أعلنه السيد ألكسندر لافرنتييف خلال مؤتمره الصحفي، عندما قال: "إن مؤتمر الحوار السوري، سيؤكد على وحدة الأراضي السورية، ومن لا يؤمن بهذه الوحدة عليه أن لا يكلف نفسه عناء الذهاب إلى سوتشي".
وسبب نقل المؤتمر لسوتشي، هو أن موسكو تحاول أن تعطي المعارضة السورية كل الضمانات الممكنة، ولكي لا يتحجج أحد أنه لن يشارك بسبب الخوف على أمنه الشخصي، لذا اقترحت موسكو نقل المؤتمر إلى مدينة سوتشي، ثانيا تخلت موسكو عن فكرة دعوة 1500 شخص، لأن هذا العدد كبير جداً، وهو أشبه بمهرجان منه إلى مؤتمر يناقش مستقبل سوريا، من هنا جاءت دعوة موسكو لـ33 حزبا سوريا يمثلون كافة مكونات المجتمع السوري، بشقيه المعارض والموالي.
فمن الواضح أن الخطوة الروسية، منسقة بعناية مع القوى الإقليمية في المنطقة، وخاصة تركيا والسعودية الداعم الأساسي لقوى المعارضة السورية ومصر، بالإضافة إلى إيران والرئيس السوري بشار الأسد.
سبوتنيك: هل تتوقع تجاوبا من الأحزاب السورية للمشاركة في سوتشي؟
السبع: حتى الآن هناك مؤشرات إيجابية من عدد كبير من قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج، بالإضافة للأحزاب المرخصة، أحمد الجربا الرئيس السابق للائتلاف رحب بالمؤتمر والقيادي الكردي صالح مسلم، إضافة للؤي حسين، رئيس تيار بناء الدولة السورية وأخرون، باستثناء عضو الهيئة العليا للمفاوضات علوش الذي أعلن رفضه المشاركة في المؤتمر، وبذلك يرتكب خطأ تاريخيا، أعتقد أن سوتشي هي نقطة انطلاق نحو الحل الشامل، من يقطع تذكرة ويركب في القطار الروسي سيصل ويكون جزءا أساسيا من الحل، ومن يتخلف عنه سوف يفوته القطار والحل أيضا وسيكون قريبا خارج المعادلة.
أجرى الحوار: أحمد بدر وعبدالله حميد