الآن تبدأ الحرب الحقيقية، بعد أن يتوقف اللاعبون عن القتال ضد عدوهم المشترك، "داعش"، يقول سامي نادر، رئيس معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية في بيروت، لافتا إلى أول بوادر هذه الحرب، وهو الصدام السعودي الإيراني.
وبحسب تقرير "بلومبرغ" فإن إيران تمتلك نفوذا في لبنان من خلال "حزب الله"، إلا أن لبنان هو واحد من الدول العربية التي وسعت فيها إيران وجودها منذ أن هزت الانتفاضات الشرق الأوسط في عام 2011، وبحسب وصف بلومبرغ فقد أرسلت إيران "ميليشيات شيعية" من لبنان والعراق وأفغانستان لمحاربة الجماعات السنية ومسلحي "داعش" في العراق وسوريا، كما أرسلت مساعدات إلى جماعة "أنصار الله" الذين يقاتلون تحالفا بقيادة السعودية في اليمن، ومن ثم فإن التطورات في لبنان تشير إلى أن "التوترات بين إيران والسعودية قد ازدادت سوءا"، وفق شركة "ألف" الاستشارية في مجال المخاطر السياسية.
أما الصدام الآخر بحسب التقرير فهو حرب بين "إسرائيل وحزب الله"؛ إذ أن التوتر تصاعد بينهما مع قرب انتهاء الحرب في سوريا، وهو ما يؤكده دانيال شابيرو، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، الذي يقول إن "حزب الله" الذي يتحمل وحده مسؤولية مشكلات لبنان، سيكون هو البادئ بالنزاع مع إسرائيل عاجلا كوسيلة لتوحيد اللبنانيين وراءه.
وأشار زعماء إسرائيليون إلى أنهم لن يتسامحوا مع وجود إيراني دائم فى سوريا، وقالوا إن كل البنية التحتية فى لبنان ستستهدف، وليس "حزب الله" فقط. لكن الكثير قد تغير منذ حرب يوليو 2006 بين الطرفين، فجنود "حزب الله" منهكون جراء القتال في سوريا، لكنهم اكتسبوا خبرات من سنوات القتال، فضلا
الصراع الثالث سيكون بين "تركيا والأكراد"، فقد أصبحت تركيا لاعبا رئيسيا في سوريا، بعد أن انضمت إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وأرسلت قواتا عبر الحدود إلى سوريا لطرد التنظيم.
لكن تركيا قلقة بنفس القدر من الأكراد السوريين الذين تهدد مكاسبهم الإقليمية على طول الحدود التركية بتشجيع الأكراد في تركيا، بيد أن التوترات لن تتصاعد إلى حد مواجهة عسكرية، بحسب تقرير الوكالة، ولكن ستواصل تركيا فقط إبعاد الأكراد عن محادثات السلام السورية حتى لا يتحقق مرادهم بالحصول على حكم ذاتي.
أما المواجهة الرابعة فستكون بين "العراق والأكراد"، فمن المتوقع عقب هزيمة "داعش" أن يتحول الاهتمام إلى الداخل العراقي، حيث التوتر القائم في الشمال الغني بالنفط بعد استفتاء كردستان، الذي وضع حكومة بغداد المركزية في مواجهة مع حكومة الإقليم.
ويذكر أن القوات العراقية تمكنت من استعادة كركوك المتنازع عليها وحقول النفط المحيطة بها من المقاتلين الأكراد الشهر الماضي، كما تمكنت من إخضاع رئيس الإقليم مسعود بارزاني بعد اتخاذ خطوات تصعيدية لاقت تأييدا إقليميا حين أغلقت منافذ الإقليم كافة، ما اضطر بارزاني للعدول عن إصراره وإعلانه الاستقالة من منصب رئيس الإقليم وتجميد نتائج الاستفتاء، لكن الخيار العسكري ما زال حاضرا في العراق، فالأكراد غير راضين، والسنة مهمشون، ولا توجد وصفة للاستقرار، بحسب التقرير.