ودعا وتوت، خلال تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، الحكومة المركزية لمطالبة كردستان بتسليم الإرهابيين الذين يتجاوز عددهم الـ(5000) إرهابي، لأن بارزاني جهز هؤلاء من أجل شن عمليات بهم ضد القوات الاتحادية في المناطق المحررة في محاولة لتكرار سيناريو الموصل".
وقد أعلنت قيادة العمليات المشتركة، في وقت سابق، تسلمها أكثر من 150 من عناصر "داعش" من السليمانية بموجب اتفاق ثنائي مع الاتحاد الوطني الكردستاني.
وسبق وأن وجهت اتهامات للسيد البارزاني تفيد بتسببه في سقوط الموصل، عبر وثائق وأدلة تم تقديمها إلى لجنة التحقيق الخاصة بسقوط الموصل.
عن موضوع امتناع أربيل عن تسليم إرهابيي "داعش" إلى الحكومة المركزية يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أمير الساعدي:
ما أقدمت عليه الحكومة المحلية وقوات البيشمركة في محافظة السليمانية كان واضحا، حيث قامت بتسليم أكثر من مائة وخمسة إرهابي إلى القوات العراقية في كركوك، إلا أن ما حدث من إرباكات أمنية في كركوك وفي ديالى يشير إلى حدوث خرق يأتي من حدود إقليم كردستان، حيث من المفترض أن تقوم قوات البيشمركة الكردية بحماية تلك الحدود، وهناك عناصر من تنظيم داعش قامت بخرق وتنفيذ عمليات إرهابية داخل محافظة ديالى، مما استوجب الأمر الإنذار لدى القوات العراقية والتحشيد لعملية كبرى في المناطق التي تتخللها ثغرات يتسلل من خلالها بعض الإرهابيين.
الأمر الآخر، لماذا لا تنصاع حكومة أربيل إلى القانون والدستور العراقي، على أساس أن السلطة الاتحادية هي المسؤول الأول عن عمليات الاعتقال والأسر والتحقيق، وهذا التأخير في عدم تسليم هؤلاء الإرهابيين هو ما يؤدي إلى الشك في قيام الإقليم بتمرير بعض أوراق الضغط السياسية من خلال استخدام هؤلاء الإرهابيين من أجل التفاوض مع حكومة بغداد.
على حكومة إقليم كردستان في أربيل، ومن أجل إثبات عدم وجود نوايا سيئة في استخدام هذه الورقة، أن تسلم الإرهابيين المعتقلين لديها إلى الحكومة الاتحادية.
مع العلم هناك قوات بيشمركة تتبع إدارة السليمانية وأخرى تتبع أربيل، حيث قامت الأولى بتسليم الدواعش الى حكومة بغداد، أما الدواعش في أربيل فلحد الآن لم نسمع بعملية تسليم هؤلاء الإرهابيين، وهناك خشية وشكوك تحوم على مصير هؤلاء الذين يصل عددهم بالآلاف.
لم تكن هناك جدية وحرص كبير لدى حكومة إقليم كردستان في ملاحقة ومقاتلة داعش، بل اكتفت بعملية الدفاع عن حدودها الإدارية، والخشية من تكرار ما حصل في الموصل أمر صعب جداً اليوم في ظل تنامي قدرات القوات العراقية، وإذا ما تكرر مثل هذا السيناريو الذي رافق سقوط الموصل فسوف يكون وبالا على كردستان، كونه موضوع لن يسمح بتكراره لا الشعب العراقي ولا القوات الأمنية.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم