حيث اعتبرت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي روسيا أبرز الأخطار على المجتمع الدولي، وقالت إن بلادها ستعمل على احتواء روسيا من أجل الدفاع عن النظام العالمي القائم، بحسب تعبيرها.
فيما نشرت وزارة الدفاع الروسية مجموعة من الصور تظهر تحرك مسلحي داعش خلال الانسحاب من مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور،
وبدت فيها قافلة للإرهابيين تتحرك في اتجاه الحدود السورية العراقية. ويؤكد العسكريون الروس على أن التحالف الأمريكي رفض قصف مواقع داعش وبرر ذلك بأن الإرهابيين الذين يسلمون أنفسهم طوعا يقعون تحت حماية اتفاقية جنيف.
ونتيجة لذلك، تمكن الإرهابيون من تنفيذ عملية إعادة تجميع داخل أراضي خاضعة لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتقول وزارة الدفاع الروسية: إن طائرات حربية تابعة للتحالف حاولت إعاقة القوة الجوية الروسية من تنفيذ مهامها.
وفي خطوة تصعيدية اتخذت الولايات المتحدة إجراءات صارمة ضد الإعلام والإعلاميين الروس، بالإضافة إلى اتهام اسبانيا لروسيا بالتدخل في استفتاء كاتالونيا، دون تقديم أي دلائل، وقد دحض وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف اتهام مدريد لموسكو بالتدخل في أزمة كتالونيا، وذكر أن ذلك يهدف لتحويل الانتباه عن المشاكل الداخلية الاسبانية.
كل هذا التصعيد الغربي ضد روسيا ما كان ليكون لولا الضوء الأخضر الأمريكي، إذا ما هو سبب هذا التصعيد الأمريكي عسكريا في سوريا وسياسيا بكيل الاتهامات ضد روسيا؟
طبعا والسبب الأهم للغضب والتصعيد الأمريكي هو أن روسيا أوقفت طموحات الولايات المتحدة في سوريا وفي أوكرانيا وربما في مناطق أخرى.
حول الرد الروسي على التصعيد الأمريكي والغربي ضد روسيا قال أونتيكوف: ستدافع روسيا عن مصالحها، وسنشهد مواصلة الضربات الجوية الروسية ضد الإرهابيين، ولا يوجد أمام روسيا خيار آخر، أما بخصوص التصعيد الأمريكي ضد وسائل الإعلام الروسية، فقد اتخذت روسيا قرارت جوابية ومناسبة ضد وسائل إعلام أمريكية وأجنبية ممولة من الحكومة الأمريكية، وأيضا روسيا تنشر قواتها وصواريخها على الحدود التي تنضم إلى الحلف الأطلسي كرد على تصعيد الناتو ونشر قواته في الدول التي لها حدود مع روسيا، وتقول روسيا إنها جاهزة لاستهداف تلك الدول التي تشكل خطرا عليها بصواريخها، ونحن نشهد سياسات غربية عدوانية ضد روسيا، فلذك روسيا لا يمكن أن تصمت أمام العمليات التي تجريها الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، لذلك فإن روسيا ترد بقوة وتنشر الصواريخ البالستية الرادعة والقوات البرية على حدودها مع دول يمكن أن تشكل خطرا عليها.
وأضاف الأستاذ أندريه أونتيكوف أن الحرب بين روسيا والولايات المتحدة مشتعلة، ولكن أيضا هناك حرب باردة جديدة، وليست روسيا التي تستفز الولايات المتحدة لهذا التصعيد، بل الولايات المتحدة نتيجة المشاكل والخلافات الداخلية بين المؤسسات والأحزاب فيها، بدأت التصعيد ضد روسيا ويتهمونها بالتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية.
بينما أكد الدكتور كمال جفا بأنه لا مفر من الصدام بين قوات "قسد" والجيش السوري في سوريا، وأن الحرب موجود بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، لكن عن طريق الأطراف وليس بشكل مباشر، فالولايات المتحدة عندما تقوم باستهداف الجيش السوري وتسقط طائرة من طائراته وتقوم بقصف قوات الجيش بصواريخها البعيدة هذا يعني أنها تشارك بشكل مباشر بهذا الصدام، بينما القوات الجوية الفضائية الروسية تشارك بشكل فعال وتدير مسرح العمليات على كامل التراب السوري، ونحن نعرف أن منظومة الدفاع الروسي مرتبطة بمنظومة الدفاع السوري وغرفة العمليات واحدة وهذا يعني أن هناك صدام، لكن لن يتطور إلى حرب واسعة وشاملة، وأيضا أقول إن روسيا مستعدة لخوض الحرب في سوريا إلى الأخير ولن تتراجع، والولايات المتحدة لن تقدم على صدام مع روسيا من أجل النفط السوري أو عائداته التي لا تتجاوز أكثر من 3 مليارات دولار سنويا، لكن الموقف الروسي ثابت وصامد ومستمر إلى جانب الدولة السورية حتى إنهاء كل أشكال الإرهاب في سوريا، ورغم أن روسيا مدت يدها ل"قسد" من إيجاد حل سياسي، ولكن الأخيرة عضت اليد الروسية، ومع ذلك لا زالت روسيا تسعى لايجاد حلول وسطية ترضي جميع الأطراف على الأرض السورية.
إعداد وتقديم: نزار بوش