وسادت الصدمة أرجاء البلاد الواقعة في جنوب قارة أفريقيا بعد تطويق الزعيم المخضرم والمريض في مقر إقامته مساء الثلاثاء، فيما تمركز جنود الجيش في نقاط استراتيجية في العاصمة هراري وجنرالات الجيش يسيطرون على التليفزيون الحكومي.
وأفادت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، بأن غريس موغابي زوجة رئيس زيمبابوي روبرت موغابي هربت إلى ناميبيا المجاورة، كما أفادت باعتقال وزير المالية إغناتيوس تشومبو، الذي يعد واحدا من كبار الشخصيات في مجموعة تُدعى "G40" داخل حزب "زانو بي إف" الحاكم بزعامة غريس موجابي زوجة الرئيس، والذي كان أحد المرشحين لخلافة روبرتو موغابي البالغ من العمر 93 عامًا.
من المقرر أن يلتقي قادة مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، التي يرأسها حاليا حليف موغابي رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، الخميس في بوتسوانا لمناقشة الوضع المقلق، الذي وصفه رئيس الاتحاد الأفريقي ألفا كوندي، بأنه "يبدو انقلابا"، داعيا الجيش لوقف ما يقوم به والعودة إلى النظام الدستوري.
وفيما لم يدل موغابي أو زوجته غريس بأي تصريح منذ بدء العملية العسكرية، يأمل الكثير من السكان أن تمثل الأزمة بداية لمستقبل أكثر ازدهارا. وقال تافادزوا ماسانغو (30 عاما) العاطل عن العمل لوكالة فرانس برس "وضعنا الاقتصادي يتراجع كل يوم. لا عمل ولا وظائف"، مضيفا "نأمل بزيمبابوي أفضل بعد عهد موغابي. نشعر بسعادة غامرة. حان وقت رحيله".
وحذرت بريطانيا، من تسليم السلطة لقيادة غير منتخبة، إذ وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: "ببساطة لا أحد يريد رؤية الانتقال من طاغية غير منتخب الى طاغية آخر".ودعت الولايات المتحدة المسؤولين في زيمبابوي إلى "ضبط النفس" في سبيل "عودة الوضع سريعا إلى طبيعته".
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة فرانس برس إن "الحكومة الأمريكية قلقة من التحركات الأخيرة للقوات العسكرية في زيمبابوي، وإذا كانت لا تنحاز لأي طرف فإنها لا توافق على تدخل العسكر في الحياة السياسية".واتهم حزب "زانو-بي اف" الحاكم الثلاثاء قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيونغا "بالخيانة" بعد أن انتقد موغابي لإقالته نائب الرئيس إيميرسون منانغاغوا البالغ 75 عاما، الذي كان من أكثر الضباط ولاء لموغابي، والذي فر إلى جنوب أفريقيا بعد إقالته، ونشر خطابا من خمس صفحات فيه انتقادات لاذعة لقيادة موغابي والطموح السياسي لزوجته.
وعزا الباحث في المركز الموريتاني للدراسات الاستراتيجية، سيدي عبد الملك، تأخر إعلان الجيش الانقلاب بشكل رسمي، إلى أنه يريد التأكد من أمرين مهمين، وهما ضمان التفاف الشعب حوله، والأمر الآخر ضمان اعتراف إقليمي وهو ما يعد صعبا جدا حسب وصفه في أفريقيا، لأن الانقلابات أصبحت مرفوضة، وخاصة من قبل التكتل الاقتصادي لدول جنوب القارة السمراء.