وبرر عضو مجلس الشورى السعودي الهجوم من جانب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة على السعودية، بأنه نتيجة لدعم السعودية للشعب السوري، الذي "ثار على الحكام في سوريا، ويحارب في الوقت الحالي ليحصل على حقوقه وعلى حريته، وبالتالي أصبح من الطبيعي أن توضع المملكة في خانة الأعداء"، حسب قوله.
وعن اعتراف عدد من قادة المملكة العربية السعودية بالإنفاق في سوريا بالفعل، قال فاضل إن "المملكة تدخلت في سوريا، بجانب الشعب العربي السوري، الذي يقاوم النظام هناك". ورداً على سؤال حول تمويل المملكة للجيش السوري الحر، قال إنها تعتبر المعارضة المعتدلة الممثل الشرعي للشعب السوري، وأغلبية السوريين، مضيفاً أن "الدولة السورية لا تمثل سوى عدد قليل جدا من أبناء الشعب السوري"، حسب وصفه.
من جانبه، علق أستاذ العلوم السياسية القطري، الدكتور علي الهيل، على اتهامات الجعفري لقطر والسعودية أمام الأمم المتحدة، قائلا إن "الأمم المتحدة لها قراءتها الخاصة، وهي تدرك أن السياسة قائمة على تضارب المصالح، وتعرف جيداً أن الدولة السورية ليست على وفاق مع دولة قطر والسعودية، وأن الجعفري يحاول تشويه سمعتهما".
وأضاف الهيل، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك": "أستطيع أن أقرأ تصريحات الجعفري أيضاً في إطار تأليب الدولة الروسية ضد كل من السعودية وقطر، خاصة بعد التقارب الذي حدث مؤخراً بين روسيا والسعودية، واتفاقهما في أكثر من نقطة، من بينها صفقات التسليح، حيث حصلت السعودية على صفقة صواريخ روسية".
ولفت الهيل إلى أنه بينما الدولة السورية تعتبر نشاط الجمعيات حضانة شعبية للإرهاب، كانت قطر تنظر للأمر بشكل إنساني، وكثيرون ثمنوا مواقف الجمعيات الخيرية القطرية، موضحاً أن هناك فارق كبير بين الدولة القطرية، والجمعيات الخيرية القطرية، التي تعمل على خدمة رجال ونساء وأطفال وشيوخ، والتي تتكون ميزانياتها من أموال محسنين قطريين وغير قطريين.
وأشار إلى أن هناك اتجاه أيضا إلى تأليب إيران على قطر، خاصة أن إيران هي الرئة الشرقية الوحيدة التي تتنفس منها دولة قطر، بعد أن حاصرتها دول الحصار العربية والخليجية. وعن استناد تصريحات الجعفري إلى اعتراف رسمي على الهواء من رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، قال إنه غير متأكد من حديث بن جاسم عن "الرقم" بالتحديد.
في المقابل، قال عضو مجلس الشعب السوري، النائب جمال الزعبي، إن ما قاله الدكتور بشار الجعفري لدى الأمم المتحدة صحيح تماماً، لأنه استند إلى تصريح رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، الذي أكد أن بلاده كانت مجبرة على السير في هذا الاتجاه ودفع هذا التمويل لمعسكرات الإرهابيين في تركيا والأردن، و"شهد شاهد من أهلها وهو منهم"، حسب قوله.
وكشف الزعبي أن المبالغ التي تحدث عنها الجعفري أقل بكثير من الأرقام الحقيقة، لأن الأرقام الواقعية التي تم إنفاقها من جانب السعودية وقطر على تمويل الإرهاب داخل سوريا وفي دول عربية أخرى، خيالي ويفوق هذه التقديرات بمراحل، موضحاً أنه سوف تتكشف في المستقبل المزيد من الحقائق حول تمويل الرياض والدوحة للإرهاب، وحجم هذا التمويل.
وشدد عضو مجلس الشعب السوري على أن قضية الجمعيات الخيرية القطرية، شاهدة على ما تم ضبطه من مخازن للأسلحة والمواد الطبية لدى الإرهابيين، مدموغة بالشعارات السعودية، وقادمة من مستودعات الجيوش السعودية والقطرية والتركية، وحتى الإسرائيلية.