شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، في تقرير بها نشرته اليوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، قالت إن هذه الصفقات قد لا تكون ضارة أو تشكل مخاطر كبيرة على ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يقف وراء حملة التطهير، كما تبدو للوهلة الأولى.
الشبكة الأمريكية، المتخصصة في الشأن الاقتصادي، قالت إنه "بالتأكيد هذه التسويات تهدد بإثارة ادعاءات بالابتزاز، وتزيد المعارضة لبن سلمان في وقت حساس". إذ أنه من المتوقع أن يسلم الملك سلمان بن عبد العزيز العرش إلى ولي العهد قريبا، كما أن المملكة تسعى إلى الاستثمار الأجنبي لدعم خطتها للتحول الاقتصادي.
ولذلك، فإن عمليات التسوية التي تقترحها السلطات السعودية على الموقوفين، ستسمح للبلاد بتجنب معارك مطولة في المحاكم، تخرج عن إطار عملية التطهير.
أيهم كامل، رئيس قسم استشارات المخاطر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة أوراسيا، قال "إن التطهير يزيد من خطر مواجهة محمد بن سلمان للتحديات على المدى القصير".
وأضاف "مع ذلك، فإن حملة التطهير ستمنحه المزيد من السلطة، وتسمح له بمزيد من النفوذ في تنفيذ رؤية 2030، التي أعلن عنها لتغيير هيكل المملكة بشكل عام".
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية قد ذكرت إن السلطات السعودية تعرض تسويات مالية على الأمراء ورجال الأعمال المحتجزين في فندق "ريتز كارلتون" بالعاصمة الرياض، في مقابل الإفراج عنهم.
وقالت الصحيفة إن السلطات عرضت الحصول على ما يصل إلى 70% من ثروة في محاولة لتعزيز الإمكانيات المالية للدولة، التي تعرضت لضغوط بسبب انخفاض أسعار النفط لفترة طويلة. وهو ما قالته "رويترز" أيضا.
An original way to seek to improve your country's finances! #SaudiArabia https://t.co/PGhaTDMf8o
— Chloe Teevan (@ChloeTvan) November 17, 2017
كامل أكد على أنه لا شك في أن الفساد مشكلة راسخة في السعودية، لكن محاكمة النخب ستضع السعودية على مسار طويل وصعب يمكن أن يزعزع استقرار البلاد، مضيفا أن البديل هو معاقبة الأفراد من خلال عمليات مصادرة الأموال، التي تفيد أيضا في تعزيز اقتصاد البلاد.
هيليما كروفت، المديرة العالمية لإدارة استراتيجيات السلع بمؤسسة "أر بي سي كابيتال ماركيتس"، قالت إن رسائل الرياض بشأن المصادرات ستكون حاسمة، مشيرة إلى أنه "كلما زادت قدرتها على جعلها تبدو وكأنها عملية يمكن أن تحدث في أي دولة غربية، كلما كان بإمكانها إقناع المستثمرين بأن ذلك سيكون جيدا".
أما بالنسبة للتهديدات من داخل المملكة، قالت كروفت إن "بن سلمان تحرك بقوة، وهناك القليل من المعارضة. وعلاوة على ذلك، ولد بن سلمان الشعور بحسن النية بين الشباب في البلاد. أعتقد أن ما لا نقدره هنا هو مدى تأثير إصلاحاته الاجتماعية، وكيف تمكن من جعل حياة الشباب السعودي أفضل".
من جهة أخرى، قال سيمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه "في حين يقول البعض إن بن سلمان يقوم بإصلاح المملكة العربية السعودية، إلا أنه يمكن يخلق مملكة الخوف"، مشيرا إلى أن أصحاب الأعمال يكونوا حذرين من كيفية الاستثمار بأمان.
"في الوقت الراهن، يبدو أنه على الرغم من كل شيء، محمد بن سلمان يعتبر شيئا جيدا. ولكن لكي يستمر هذا الحكم، فإنه يحتاج إلى إظهار نتائج إيجابية لما يفعله، ويظهر أنه يتمتع بدعم شعبي داخل المملكة".
وقال إن أوضح اختبار لذلك، سيكون شهية للمستثمرين الأجانب لمواصلة ممارسة الأعمال التجارية في المملكة العربية السعودية.